م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. الكتابة مهنة لا يمكن إنجازها إلا منفرداً.. ولا يمكن نقدها إلا مكتملة.. وهي لن تكتمل إلا بعد شهور وربما سنوات.. وليس هناك خلالها من يشجعك أو يساعدك.. فالكتابة عمل شخصي بحت.
2. إذا لم تكن الكتابة وظيفتك فإنك ستعيش وأنت تكتب حالة شك فيما تكتب.. وشكٍّ في جدواه.. وتنتابك حالات ذعر في أنك أهملت عملك.. مصدر دخلك.. منشغلاً بكتابة شيء تشك في جدواه!
3. الذي وظيفته الكتابة لن يكون عرضة لاكتساب عادات سيئة كثيرة.. فهو يحب العزلة لذلك لن يستجيب لدعوات الأصدقاء والمعارف للسهر والترفيه.. وهو يعيش مذعوراً من الزمن الذي هو في سباق دائم معه.. لذلك لا يحب السفر.. وسوف يكون مدفوعاً للعمل من ذاته الداخلية وليس بسبب قوة خارجية.. وهو يعرف بحكم تجربته أن الإلهام لن يأتي إليه بل يجب عليه هو أن يذهب إليه.
4. الكتابة وإن كانت لبعض الكتاب وظيفة إلا أنها لا تعني بالنسبة لهم الدخل من الكتابة فقط بل تعني الرضا العميق الذي يحتل النفس بعد الكتابة.
5. يتساءل الكاتب الشهير (ماركيز) بدهشة: «أي سر هذا الذي يجعل مجرد الرغبة في أن تكتب رواية تتحول إلى شغف وهوس.. يموت من أجله الكاتب جوعاً أو برداً فقط لعمل هذا الشيء الذي لا يمكن رؤيته أو لمسه.. وهو في نهاية الأمر لو أمعنا النظر فيه قد لا ينفع في أي شيء».
6. قلة جداً هم الكتاب الذين يستطيعون أن يعيشوا من دخل كتاباتهم.. أما البقية فهم يعملون في وظائف متنوعة حتى يستطيعوا أن ينفقوا على أنفسهم وعوائلهم وكتاباتهم.
7. حينما تكتب وأنت مسكون بروح المهنة تصبح الكتابة شاقة صعبة.. وللرفع من مستواها الأدبي واللغوي تصبح الولادة عسيرة.. فالكاتب يكتب من أجل الكتابة أولاً.. ثم تأتي بعدها المكاسب الأخرى.
8. من أكبر المشاكل التي يواجهها الكاتب تصنيف القارئ لما كتبه من زاوية لا علاقة لها بموضوع النص.. فالربط بين الكاتب والكتابة ممارسة يصعب الفكاك منها.
9. الكتابة من المهن القليلة التي لا يخشى فيها الكاتب من نفاد المواضيع بل يخشى من نفاد الوقت.. فالكاتب دائماً في سباق.. وهو لا يدري لماذا!.. كل ما يتمناه الكاتب أن يسبق شغفه مماته.