يوسف المحيميد
رغم محاولات الرياض العاصمة الخروج من جفافها، بتعزيز حالة التشجير في الشوارع، وكذلك الحدائق العامة، إلا أن هناك من يقتل هذه المحاولات الجادَّة ويشوهها، وللأسف هم من أخواننا المقيمين وعائلاتهم، وذلك بإقامة سهرات عطلة نهاية الأسبوع في هذه الحدائق، بما تتضمنه من حفلات الشواء، وأيضًا (النارجيلة) بكل ما فيها من تلويث للهواء والمكان، ومضايقة المتنزهين، وبدلا من أن تسهم الأشجار بتلطيف الجو وتنقيته، تلوثه هذه الأدخنة، في ظل عدم مبالاة هؤلاء بالمحافظة على البيئة.
ولعل الغريب في الأمر، أن هناك لافتات واضحة في كل مكان تحذر وتمنع القيام بالشواء وتدخين الشيشة، ولكن هؤلاء لا يفيد معهم الأسلوب الحضاري، ولا التوعوي، هؤلاء يحتاجون إلى مراقبة سلوكهم من خلال الفرق الرقابية في الأمانات، وأيضًا من خلال المواطنين والمتنزهين، والإبلاغ عنهم في تطبيقات الأمانة إن كانت نشطة وفاعلة، وتؤدي دورها حقًا من حيث تتبع البلاغات ومعاقبة المخالفين.
وربما الأكثر غرابة، أن الرياض منذ عقود تخلصت من مقاهي الشيشة داخل المدينة، وخصصت لها مقاهي خارج المدينة وعلى أطرافها، كل ذلك لحماية البيئة من التلوث، ومع ذلك تجد هؤلاء المخالفين يدخنون الشيشة في قلب العاصمة، وفي حدائق الأحياء، وبمخالفات صريحة وعلنية، دون أن يكفوا عن ذلك، أو حتى يترددوا وهم يجلسون على كراسيهم بلا مبالاة وبجوارهم الشيشة، وأتساءل، هل يجرؤ هؤلاء المقيمين من ممارسة هذه الأفعال المخالفة في حدائق لندن وباريس، أو أي دولة أوروبية أخرى؟ حتما لا، ولن يفعلون، لأنهم لو فعلوا فسيتم التعامل مع ذلك كجريمة يعاقب عليها القانون، وربما تنشر عنها وسائل الإعلام، من هنا يجب التعامل معهم بحزم، وفرض أشد العقوبات على مخالفي استخدام الحدائق العامة، سواء من المقيمين أو المواطنين.