أحمد المغلوث
بعد أيام تتجه أنظار العالم كل العالم إلى الأرجنتين حيث تعقد قمة العشرين، قمة الدول التي تشكِّل مجموعة الدول الصناعية والدول التي نجحت وتجاوزت مرحلة الحاجة، واستطاعت تأمين مجتمعاتها ضد أخطار الخارج والداخل، وبالتالي استطاعت أن تتجه جهودها ومواردها إلى التنمية والتطوير والتصنيع بل وتكون جاذبة للاستثمارات الأجنبية.
لقد جسدت نجاحات الدول العشرين وبما لا يدع مجالاً للشك أن الأمن والاستقرار وإقامة علاقات طيبة ومتميزة مع الدول الأخرى، وعلى الأخص الدول المجاورة ساهم في توجه هذه الدول للعمل والإنتاج وتنمية أوطانها بصورة متنامية. وبفضل الله ثم بعزم القيادة ورجال الوطن استطاعت المملكة الدخول كعضو مهم ومؤثر في أكبر مجموعة اقتصادية في العالم، هذا الدخول المتميز شكَّل اعترافاً دولياً بمكانة المملكة الاقتصادية في الحاضر والمستقبل.
وفي هذه القمة، قمة بيونس ايرس، سوف يرأس وفد المملكة إلى القمة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في وقت يتابع فيه العالم بإعجاب كبير كيف استطاعت المملكة تأمين وطنها الكبير ضد أعداء الأمن والسلام والحياة الكريمة لمواطنيها، وتكريس كل الجهود الحثيثة نحو البناء والتعمير وإقامة المشاريع في مناطق مختلفة من الوطن، ومواجهة تحديات مختلفة تحاول المساس بأمنها واستقرارها وهي مهمة لا تقل عن أهمية التنمية والعمل من أجل المستقبل.
ولا شك أن حصول المملكة على عضوية مجموعة العشرين لم يتأتَ بسهولة ويسر لولا كونه نتيجة مشرفة في مجالات الطاقة ومصادرها، وارتفاع حجم مشاركاتها المتطورة في مجالات الصناعة والتجارة الدولية، وما نتج أيضاً من ارتفاع في مواردها المالية التي تشير وحسب الإحصاءات والمتابعات الدقيقة من أصحاب الاختصاص وخبراء الاقتصاد إلى أنها سوف تتضاعف في المستقبل المشرق - بمشيئة الله - وهذا لم يتحقق إلا من خلال تأثيرها وفعلها في الاقتصادين المحلي والعالمي وعبر التحويلات إلى الخارج وعبر نشاطات استثمارية واقتصادية مشروعة ومحمودة واعتمادها القوي على قاعدة اقتصادية صلبة وفي مختلف المجالات، ومؤخراً أشادت دول مجموعة العشرين بجهود المملكة وخططها في التحول الرقمي، وذلك خلال الاجتماعات التحضيرية لقمة العشرين القادمة، حيث عقد وزراء ومسؤولو الاتصالات وتقنية المعلومات والقطاعات الرقمية في دول المجموعة اجتماعات على مدى يومين في مدينة سالتا الأرجنتينية، وأشادوا بالبرامج والاستراتيجيات التي اتبعتها المملكة فيما يتعلق بتطوير البنية التحتية وتمكين الأفراد من الجنسين من المشاركة في خطط التحول الرقمي، إضافة إلى الإشادة بدور السعودية في دعم الرياديين في قيادة الأعمال والأسواق في الاقتصاد الرقمي الجديد.
إن العالم وهو يتطلع لقمة العشرين هذا العام ليأمل كعادته ومنذ بداية تأسيس هذه القمة في عام 1999م أن يكون لهذه القمة وقادتها دور كبير وفاعل في إشاعة السلام في العالم، والقضاء على الحروب التي كانت وما زالت وراء تدهور اقتصاد الدول التي تعيش حروباً واضطرابات مختلفة.. وهنا السؤال الذي بات يتكرر في كل قمة هل يتحقق للعالم ما يحلم به، وأن تنجح هذه القمة الهامة في معالجة مشكلات العالم المختلفة والتي من أهمها التصدي للنظرة التوسعية لبعض الدول، وتدخلها وسيطرتها على الحياة في هذه الدولة وتلك، كما فعل النظام الإيراني في اليمن وغير اليمن.. مع أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية وتسهيل الاستثمار بين الدول المتجاورة، فهل يتحقق ذلك؟ هذا ما يتمناه الجميع.