د. أحمد الفراج
لا يمكن أن تخطئ العين حجم المؤامرة الضخمة التي تستهدف المملكة، ومعها تحالف الاعتدال العربي، الذي يضم الإمارات ومصر والبحرين؛ فالتحالف المضاد الذي تتزعمه الدول الإقليمية التي تدعم تنظيمات الإسلام السياسي (السنية والشيعة)، ووراءها اليسار الغربي وإعلامه الشرس، كان يعمل بلا كلل لإعادة مشروع التدمير والفوضى، وذلك منذ أن نجح محور الاعتدال الذي قاده الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله-، والإمارات، وجيش مصر، في التصدي للمشروع الأوبا-إخواني الذي سُمي زورًا بالربيع العربي، وهو المشروع الذي كان يهدف لتمكين تنظيم الإخوان من حكم العالم العربي؛ فقد توعدنا محور الفتنة بأن هناك جولة ثانية للربيع العربي، أي جولة يتم من خلالها تدمير باقي الدول العربية، على غرار ليبيا؛ ليتسنى لتنظيم الإخوان التمكين، والحكم بالحديد والنار على أنقاض ما يتبقى من عالمنا العربي.
لقد كرس محور دعم التطرف والإرهاب في الشرق الأوسط جُل وقته لمحاربة محور الاعتدال، وذلك عن طريق الاختراق والاستقطاب؛ فهناك خلايا إعلامية ضخمة، تم تأسيسها من قِبل نظام الحمدين في قطر لمهاجمة المملكة والإمارات ومصر، وهي خلايا تتوزع شرقًا وغربًا، وتشمل مواقع إلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي بكل أشكالها، كما تشمل شراء ذمم مثقفين وصحفيين وكتّاب عرب ومسلمين وغربيين، وحتى شمل شراء ذمم صحف غربية عريقة، وقنوات تلفزيونية مرموقة. ولأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعاد التحالفات الأمريكية مع محور الاعتدال في الشرق الأوسط إلى نصابها، وأصلح ما أفسده سيئ الذكر باراك أوباما، فقد أصبح عدوًّا في نظر محور التشدد في الشرق الأوسط، وفي نظر اليسار الغربي الذي يمثله الديمقراطيون، ووسائل الإعلام الأمريكية التابعة له.
لكل هذا شهدنا حربًا شرسة على ترامب، وعلى حلفاء أمريكا، من قِبل خلايا محور التشدد، ومن قِبل معظم وسائل الإعلام الغربية التي تخلت عن الموضوعية تمامًا، وأصبحت تهاجم ترامب وحلفاءه، ولم يكن يخطر في بال أي معلق أن تصبح صحف رصينة، مثل النيويورك تايمز والواشنطن بوست، أو قنوات محترمة، مثل السي إن إن، أدوات حقد وكراهية في خدمة محور دعم التطرف في الشرق الأوسط؛ إذ لا أزال غير مصدق أن الواشنطن بوست نشرت مقالاً لإرهابي حوثي من باب النكاية بالمملكة والإمارات والرئيس ترامب، كما يصعب تصديق أن قناة سي إن إن تستميت في الدفاع عن تنظيم الإخوان، ويتبارى معلقوها في ذلك. والخلاصة هي أن هناك مؤامرة ضخمة ضد ترامب وحلفائه في محور الاعتدال في الشرق الأوسط. وهذه المؤامرة ستستمر، وستزداد شراسة؛ فلنكن على حذر مما هو قادم!