د.بدر الشمري
يقول الساسة المختصون إن الأهلية السياسية لأي قائد دولة ناجح يجب أن تتمحور بشكل رئيس، حول الإرث السياسي الذي يمتلكه هذا القائد وكذلك الحضور القيادي. وفي هذا الجانب أحب أن أتحدث عن سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، فنحن عندما نرى الإرث السياسي لهذا الرجل، نجد أنه ابن ملك وحفيد ملك ومن عائلة ملكية لها تاريخ يفوق تاريخ كثيرٍ من الدول العظمى، فهو قد تربى في بيت سياسة وتشربها منذ الصغر، وفي بيت مَنْ..؟ بيت خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي عاصر ما عاصر من شتى الأمور السياسية مختلفة الأزمان والمشارب، لذا لن أطيل في هذا المرتكز فالتاريخ قد سجله بماء من ذهب.
ما أحب أن أسهب فيه هو الهيبة والحضور الطاغي لأبي سلمان، هي حقيقة، ناهيك عن إعجابي اللا محدود بهذه السمة القيادية لهذا الرجل.
المشاهد لسمو ولي العهد عندما يتحدث في لقاءاته المباشرة أو التلفزيونية، يجد أنه أمام شخص ينساب حديثه أمامك، بجزالة ومنطق وتسلسل أفكار وقدرة مذهلة على ترتيب الأولويات، وكل هذه الأمور تُفضي بلا شك إلى أن عقل هذا الرجل ممتلئ بالملفات – الوطنية - الضخمة، لكن وبرغم ضخامتها إلاّ أنه يأتي بها بشكل مرتب وتفصيلي يجعل من الإنصات متعة.
فهو عندما يتحدث عن رؤية المملكة 2030، وكيف لها أن تزيد نمونا الاقتصادي، وتقلل نسبة البطالة برقم دقيق 7 %، وينتقل للحديث عن الإيرادات غير النفطية، وأنها تضاعفت من هذا الرقم - الملياري - لذاك الرقم - الملياري -، ومن ثم يخبرنا عن سيناريوهات التوازن المالي وبأرقام دولارية دقيقة جداً، وبعدها يحدثنا عن تطوير الموانئ السعودية، وينتقل بسهولة للحديث عن المدن الصناعية في مملكتنا الحبيبة، ويخبرنا كيف أن جسر الملك سلمان سوف يختصر الكثير من الوقت والتكلفة ويعطي معلومة لا نعلمها وهي أن 13 % من التجارة العالمية تمر في بحرنا الأحمر.
من يتحدث بهذه التفاصيل الموغلة في التعقيد، وفي جوانب مختلفة، وبأرقام ونسب دقيقة، هو بلا شك لديه ملَكَات شخصية بشكل مذهل لا يمكن أن تكون في شخصية عادية، حيث خصَّ الله جلّ جلاله - الذي أحسن صُنْعَ كل شيء - بها أبا سلمان، والجدير بالذكر أنّ ما ذكرته ما هي إلا أمثلة ومن يريد المزيد، فاليوتيوب ليس ببعيد.
وأول ما يتبادر للذهن لدينا كشعب أننا عندما نستمع لحديث ولي عهدنا - والتبادر أقوى مؤشرات الحقيقة - نجد أننا أمام رجلِ أقوالٍ مبرهنة بأفعال نراها أمامنا واقعاً، فهمُّ وهاجس هذا الرجل هو رفعة وطنه وشعبه، وأن يجعل دولتنا الغالية في مقدمة الدول الكبرى، ففكر سمو ولي العهد واسع، ينطلق من منطلقات وطنية ويحمل أبعاداً كونية، فهنيئاً لنا بهكذا رجل، وأؤكد أننا بحاجة له أكثر من أي وقتٍ مضى.
وكارزيما هذا الرجل لا تتوقف عند هذا الحد، فما نشاهده من زيارات اجتماعية يقوم بها، ونرى عبرها كيف أنه يقدر الشيخ الكبير، ويتواضع مع الصغير، وما قاله مؤخراً لأسر الشهداء، أنه وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان والشعب السعودي جزء من أسرهم، وهو في مقام الأخ والصديق والوالد، من هذا كله أجزم بأن حب سمو ولي العهد متجذر في جينات الشعب، وهو يضرب بجذوره في كل قلب..
سدد الله خطاه ووفقه وحماه من كل حاسدٍ إذا حسد.