هي الدنيا كما أرادها الله لعباده، دار ممر وامتحان يبذل الإنسان من خلالها الجهد الكبير في حياته سعياً لتحقيق متطلباته التي تحيط بها الأماني والآمال من كل جانب، هي الدنيا تدور بها الأفراح تارة والأتراح تارة أخرى والآخرة هي دار القرار والخلود، فسبحان الله العظيم الذي بيده كل شيء قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً} (145) سورة آل عمران، فقبل أيام توفي المربي الفاضل الشيخ عبد الله بن علي العمر -رحمه الله- عن عمر يناهز الثمانين عاماً أحد رجالات المجمعة البارزين ولد في مدينة المجمعة ودرس في المدرسة السعودية الابتدائية وأكمل تعليمه لمرحلتي المتوسطة والثانوية في المعهد العلمي بالمجمعة ثم التحق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية «كلية اللغة العربية».. فبعد تخرجه بدأ حياته العملية في الحقل التعليمي تم تعيينه في معهد المعلمين بالزلفي وبعدها بسنتين عيّن مديراً للمعهد العلمي بحوطه سدير لسنوات وبعد إنشاء مجمع تعليمي بالمجمعة للمرحلة المتوسطة والمرحلة الثانوية آنذاك تم ترشيحه مديراً له، وبعدها بسنوات تم فصل المرحلة المتوسطة واستمر مديراً لثانوية المجمعة لأكثر من ثلاثة عقود، تخرّج خلالها العديد من أبناء المحافظة الذين تقلّدوا الكثير من المناصب الرفيعة على مستوى الوطن، لقد ترك -رحمه الله- أثراً ناصعاً وإرثاً زاخراً من الأعمال الجليلة وسبّاقاً لأعمال الخير والتي لم تُعرف إلا بعد وفاته، وكان يتصف -رحمه الله- بالطيبة ودماثة الخُلق والجود واللين ويعطي كل من يقابله حقه من المعاملة الحسنة دائماً وكلمات لا تخلو من النصيحة، لقد ترك غيابه -رحمه الله- فراغاً كبيراً في حياة الكثير ممن أحبوه وعرفوه عن قرب.
عزاؤنا موصول إلى أبناء الفقيد الأساتذة بدر ومساعد وسلطان، رحم الله أبا علي وأسكنه فسيح جناته {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
- بدر بن عبدالكريم السعيد