سليمان الجعيلان
لم يجف بعد حبر الاستقالة الجريئة التي تقدم بها الدكتور نبيل نقشبندي من رئاسة لجنة الحكام ولم ينضب بعد سيل الانتقادات الإعلامية والجماهيرية على قرار الاتحاد السعودي بشأن تعيين معلق رياضي وطبيب صيدلي لرئاسة وإدارة لجنة الحكام إلا وعاد الاتحاد السعودي لكرة القدم ليفاجئ الوسط الرياضي بتعيين أخصائي العلاج الطبيعي عثمان القصبي عضواً في لجنة الحكام وكأن لسان حال اتحاد القدم للوسط الرياضي والجمهور السعودي ما أريكم إلا ما أرى حتى وإن أصبحت قراراته في مرمى الانتقادات وسمحت توجهاته بوضع بعض أعضائه في موضع الشبهات!!..
صحيح قد يكون لدى الاتحاد السعودي توجه لإدخال الإشراف الطبي في لجنة الحكام وإقحام الإعداد الصحي على الحكام وصحيح قد يكون لدى الاتحاد السعودي خطة وإستراتيجية لتجهيز وتحضير الجيل الجديد من الحكام السعوديين طبياً وبدنياً ولكن ليس بهذه الطريقة البدائية وهذه الآلية غير الاحترافية التي تؤكد عجز اتحاد القدم الجديد عن مواكبة العقلية الإدارية المتطورة لا أقول مثل الاتحادات الرياضية الدولية، بل في مسايرة بعض إدارات الأندية السعودية التي تجاوزات الاتحاد السعودي بمراحل في العمل الاحترافي والتنظيم الإداري!!..
وهذه حقيقة يجب على مسيري الاتحاد السعودي لكرة القدم الاعتراف بها والعمل على مجاراتها لأن لو افترضنا أن مشكلة التحكيم السعودي طبية وبدنية فقط كما أراد اتحاد القدم تصويرها واختزالها بهذه الجزئية فإنه كان من الأولى والأجدى من الاتحاد السعودي البحث عن عقد رعاية طبية مع إحدى الشركات المتخصصة لرعاية الحكام طبياً والاعتناء بهم صحياً كما فعلت بعض إدارات الأندية السعودية بدلاً من هذه الطريقة التي تفتقد للمهنية والاحترافية في عرض وتوزيع مناصب رئاسة وعضوية لجان الاتحاد السعودي على الدكتور نبيل نقشبندي أولاً وثم على أخصائي العلاج الطبيعي عثمان القصبي فقط لأنهما يحملان مؤهلاً طبياً!!..
وأيضاً لو افترضنا أن الاتحاد السعودي كان جاداً في تأهيل جيل جديد من الحكام السعوديين ليكون مؤهلاً في كل الجوانب الصحية والبدنية واللياقية والمهارية لقيادة المباريات تحكيمياً بكل كفاءة واقتدار لكان من الأفضل والأحسن للحكام التعاقد مع الخبرات الأجنبية التحكيمية المتخصصة في صقل وتنمية موهبة التحكيم في الجيل المقبل بدلاً من محاولة اقتصار واختزال مشاكل التحكيم السعودي في هذه الزاوية الضيقة بأنها طبية وبدنية فقط لتبرير الإصرار على نفس الخطأ في تعيين نبيل نقشبندي وعثمان القصبي الذي يحسب للأول أنه استجاب للعقل والمنطق وانسحب مبكراً ويؤخذ على الثاني أنه تمسك بموقفه وتشبث بمنصبه بل كثر ظهوره لشرح وتفسير وجوده الخاطئ تنظيمياً ونظاماً في لجنة الحكام ولتفنيد وتبرير وجود تعارض المصالح بين عمله الاستثماري وعضويته في لجان الاتحاد السعودي!!..
وبالمناسبة عندما تم تعيين الأمير عبدالله بن مساعد رئيساً عاماً لرعاية الشباب قبل تحويلها إلى الهيئة العامة للرياضة بادر الأمير عبدالله بالتخلي والانفصال عن جميع مناصبه الرياضية الرسمية والشرفية بما فيها أسهمه التي كان يمتلكها في نادي شيفلد الإنجليزي لإيمان وقناعة الأمير عبدالله بن مساعد بوجود تعارض مصالح بين منصبه كرئيس عام لرعاية الشباب وبين مناصبه الرياضية الأخرى بينما يظهر عضو لجنة الحكام عثمان القصبي ويقر ويعترف بأن لديه علاقات استثمارية وعقود رعاية طبية مع 540 رياضياً و6 أندية ومع ذلك يتجاهل الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمر ويضرب بعرض الحائط وجود تعارض المصالح الواضح والفاضح ولكن إذا عُرف السبب بطل العجب!!.
ديربي الغربية والمواقف الغريبة
بعد تأييد واعتراض حول تأجيل مباراة الأهلي والاتحاد وشد وجذب حول نسبة تقسيم مدرجات جماهير الأهلي والاتحاد وتفاؤل وتشاؤم حول الفوارق الفنية بين الأهلي والاتحاد يقام الليلة ديربي الغربية وسط تغريدات إدارية وتحديات جماهيرية لكسب اللعبة الإعلامية قبل انطلاقة صافرة حكم المباراة لعل وعسى أن تلقي بظلالها على مجريات المباراة وتلغي الفوارق الفنية بين الفريقين التي تصب في مصلحة فريق الأهلي بشكل واضح ليس فنياً فحسب بل حتى بالفارق الكبير بين الفريقين في ترتيب الدوري وهذه من الحالات النادرة أن يتواجه الأهلي والاتحاد وفريق ينافس على الصدارة وآخر يتذييل ترتيب الدوري دون تحقيق أي فوز في تسع جولات متتالية قد ينظر لها الاتحاديون أنها حالة غريبة ولكن يقرأها الكثير من الفنيين بأنها طبيعية لفشل أغلب الاختيارات الأجنبية ولتواضع الإمكانات الفنية لفريق الاتحاد بشكل عام حتى بعد تغير جهازه الفني!!..
حقيقة أفهم وأتفهم محاولات الاتحاديين اللعب على وتر رفع الروح المعنوية لتقليص الفوارق الفنية بين فريقهم وفريق الأهلي وأفهم وأتفهم تحركات الاتحاديين لتحفيز جماهير ناديهم للحضور ومساندة الفريق لتعويض النقص في الأمور الفنية عند فريق الاتحاد ولكن بصراحة يجب أن يدرك ويستوعب الاتحاديون أن هذا الزمان في الغالب أقول في الغالب هو زمن الأداء الفني والعطاء التكتيكي في مباريات الديربي وأن مقولة ونظرة أن في الديربي تحضر الأمور المعنوية وتختفي الفوارق الفنية أصبحت من الماضي لذلك أتوقع أن نشهد مباراة فنية صرفة بين الأهلي والاتحاد لوجود مدربين يمتلكان كفاءة عالية من القدرات التدريبية ويفترض أنهما على درجة كبيرة من الاحترافية وكذلك وجود لاعبين أجانب يجب أن يصنعوا الفوارق الفنية وأيضاً وسط حضور جماهيري كبير متوقع سيضفي كالعادة جمالية على المباراة وربما ينتزع الأفضلية فيها إذا ظل فريق الاتحاد على حالته الفنية الغريبة وعاد فريق الأهلي إلى طبيعته في تذبذب المستوى بين مباراة وأخرى!!.