ناصر الصِرامي
سمعت عن حملات التأثير التي تعمل في الخفاء والجيوش الإلكترونية، وكلها تخوض معاركها من خلال المعلومات..!
اليوم أصبح نشر المعلومات المضللة بمنزلة صناعة، وصناعة مزدهرة، وتأثيرها السياسي يطغى بشكل ملفت.
إرسال الأخبار المزيفة والمثيرة إلى الجماهير، ليس خطأ شخصيًا، إنها تجارة، وفي الإنترنت يعني ببساطة جمع أكبر عدد من المستخدمين، ليصبح تاجرًا محتملاً لترويج المعلومات المزيفة!.
شخص واحد -مثلاً- بحسب تقرير نشرته bbc، شخص واحد تمكن من إيصال محتواه إلى قرابة مليون شخص، حولهم إلى إيرادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع المساندة، كان يجني قرابة 600 يورو في يوم واحد. تفوق ما تقدمها أي وظيفة قانونية يمكن أن يحصل عليها موظف في أوكرانيا أو كوسوفو أو كازاخستان.. إلخ ..
فيسبوك يواجه أزمة حول كونه منصة أولى للأخبار المزيفة، مارك زوكربيرغ، يقول إن هذه الأخبار المزيفة تمثل «تحديًا شخصيًا» له. في عام 2018، ضاعف فيسبوك من فرق الأمن الإلكتروني لديها إلى 20 ألف شخص، وأغلق عددًا كبيرًا من الصفحات التي تنشر الأخبار المزيفة».
حملة فيسبوك لمواجهة الأخبار المزيفة، حققت «بعض» التأثير، إذ أغلقت صفحة تلو أخرى، وانخفض الدخل اليومي من 600 يورو إلى نحو 100 يورو..!
ورغم هذا التراجع، إلا أن هذه الممارسة لا تزال تنتشر بشكل واسع على الإنترنت.
يقول أحد تجار الأخبار المزيفة لـ bbc إن «40 % من الشباب في كوسوفا يقومون بهذا.» وقال آخر: «الآلاف والآلاف (يقومون بهذا).»
هناك جانب آخر غير مرئي لصناعة الأخبار المزيفة, شبكات من مجموعات مغلقة تضم ما يترواح بين بضع مئات إلى عدة آلاف من الأعضاء، ولكي تصبح عضوًا في هذه المجموعة المغلقة يتعين عليك فقط أن تتلقى دعوة من الداخل..!.
صحيح أن فيسبوك ليس فقط المكان الذي يجمع فيه هؤلاء (التجار) الجماهير، لكن كان من الواضح أنه أيضًا مكان يتعامل فيه تجار الأخبار المزيفة فيما بينهم.
تخيل، هناك «صفحات إرشادية للأخبار المزيفة»، للمبتدئين، إضافة إلى مواقع يمكن من خلالها تحويل تلك النشاطات إلى أموال.
انتبه، تجار الأخبار المزيفة مبدعون. بعضهم متخصص في جذب المستخدمين إلى صفحات بعينها ثم بيعها، وآخرون متخصصون في بيع المحتوى.
وهناك آلاف من الشباب الذكور والمهرة في التكنولوجيا الرقمية، ولديهم الاستعداد لنشر أي محتوى لمجرد دفع المستخدمين للنقر عليه..!
الحقيقة المزعجة أيضًا، أنه وعند البحث عن مشاهدات وجذب نقرات المستخدمين، يفوز عادة المحتوى المخيف أو الصادم أو المبالغ فيه أو المثير للانقسام.. والجدل.. طبيعة بشرية -للأسف -وليست تقنية.. !
ليس ذلك وحسب، لكن هذا النوع من الأخبار المزيفة، وهذا المحتوى الذي يُصدّر إلى الأسواق، لها محرك أول، مثل أشياء كثيرة قانونية أو غير قانونية، اكسب المال بطريقة سهلة من أي مكان في العالم.. !
«لذلك إن كنت تريد القضاء على الأخبار المزيفة، لا يمكنك حرق الحقول، فكل ما تحتاجه هو إعطاء الناس شيئًا آخر لزراعته...!»،
انتهي التقرير...