رقية سليمان الهويريني
بدا وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح مسروراً، بل ومنشرحاً وهو يتحدث عن مشروع وعد الشمال، وشبهه بتحدي استخراج النفط قبل 90 عاماً، بحكم أن هذا المشروع التنموي غير مسبوق.
ووعد الشمال هو بالواقع استثمار في المستقبل وله، يشمل مشروع الفوسفات الثالث والذي سيجعل المملكة ثاني أكبر منتج للأسمدة الفوسفاتية في العالم، حيث يُقدر بنحو 500 مليون طن من الفوسفات الخام، أيّ نحو 7 % من الاحتياطيات العالمية، كما يحتوي المشروع على تأسيس البنى التحتية لمشروعات الصناعات التحويلية والتعدينية واستثمارات في الطاقة البديلة والإسكان والتدريب الفني المتخصص وبقية الخدمات اللوجستية.
ولأهمية هذا المشروع فقد شرف بافتتاح خادم الحرمين الملك سلمان له ووضع حجر الأساس الذي تقدر تكلفته بـ85 مليار ريال.
وحين نكتب عن هذا المشروع فنحن نكتب عن مستقبل بلدنا الذي سيتحوّل قريباً إلى دولة صناعية في مجال التعدين مما يدعم اقتصادنا، لاسيما أن هذا القطاع سيوفر 10 آلاف وظيفة عند افتتاحه وسيكون متاحاً للاستثمار الأجنبي. والمهم في الأمر أن المشروع سيعطي بعداً تنموياً واقتصادياً واجتماعياً للمنطقة الشمالية من المملكة، وسيشكل نقلة نوعية في مستوى التنمية الاقتصادية وجلب التقنية.
ووعد الشمال هي مدينة صناعة التعدين واستغلال الثروات الهائلة في شمال المملكة.. وقد خصصت الحكومة لهذه المدينة مساحة 290 كلم مربع، بالإضافة إلى 150 كلم مربع لمشروع شركة معادن للصناعات الفوسفاتية ومشروعاتها الأخرى، وبذلك يكون إجمالي المساحات المخصصة للمدينة 440 كلم مربع. ويتبع المشروع مدينة سكنية وفق الرؤية الإستراتيجية له، تحوي سكناً للموظفين وفندقاً يحتوي على 237 غرفة ومدارس ومستشفى ومرافق أخرى.
وحين يكتمل المشروع سيبتهج الوطن بمدينة وعد الشمال كما ابتهج بمدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين اللتين لا زلتا درة المدن وأجملها وأكثرها تنظيماً وسط تحديات بيئية واجتماعية، استطاعت تلك المدينتين أن تصهرا سكانها ليتشكلوا نسيجاً واحداً ومتجانساً بما فرضته عليهما التقنية والفكر الصناعي الذي يتميز بالجدية والعمل المثمر.