إنه لمن الحكمة أن تستشير أهل الخبرة والمعرفة قبل أن تقدم على شراء شيء ما. كلنا نؤمن بالمثل الذي يوشك على التحول إلى حكمة « اسأل مجرب ولا تسأل طبيب « ونتبنى فكرته في كلّ شيء مهم تقريباً. لكن ذلك ربما لا ينطبق على قرار شراء كتاب أو اقتنائه بأي طريقة - هناك طرق غير الشراء على فكرة -.
إن قرار شراء كتاب يجب أن يكون ارتجالياً بحتاً وغير متردد، فإذا ذهبت للمكتبة فستميل روحك مباشرة إلى التخصص الذي يهمك سواء الأدب أو التطوير أو الإدارة أو أي علم من العلوم،اذهب مع ميلك الطبيعي ثم أبحر دون أن تفكر في التوصيات والقوائم المعلبة. أنا هنا لا أدعو إلى العبث وتجميع العناوين ليتم تخزينها في المكتبة، بل أدعو إلى شيء من استقلالية القرار في القراءة. اخرج لمرة عن قائمة التوصيات، تمرد عن الأكثر مبيعاً وفتش في أحشاء المكتبة، لا تستمع إلى رأي البائع ولا الكاتب ولا حتى القارئ في كتاب. اذهب إليه وافهمه بنفسك، تصفح الكتاب بطريقة المغازلة. تأمل عينيه، اقرأه، حاول أن تفهم ما بداخله. ألمس جسده، شم رائحة الكلمات التي تفوح منه. قبل أن تدخل جواً سريالياً مع هذا الوصف أو تتوقف عن قراءة المقال سأعود إلى نقطة البداية.
إن بقي الجميع يقرأ حسب التوصيات فسنصبح كلنا ثقافة واحدة وشكلاً واحداً ومعرفة واحدة وسيفوت على الكثيرين منا كتباً رائعة لم يفلح كتّابها في ترويجها رغم روعتها. فكرت كثيراً في أن هناك يد خفية دائماً تقود قائمة الـ»الأكثر مبيعاً» فوجدت نفسي ربما معلباً داخلها، لذا قررت أن أثور وأدعوك معي لثورة مماثلة.
- فهد الشهري
@Daken