قبل ايّام ارتحل من هذه الدار الفانية إلى الآخرة الباقية صديقي طيب الذكر والسيرة عبدالله بن محمد الخربوش، ولم أحزن كثيراً على فقده رضاء بقضاء الله وقدره وإن الموت حق وأن البقاء والخلود هو لخالق الوجود القائل:{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ. وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.
ولا عزاء لنا فيمن نفقدهم من الأهل والأولاد والأقارب والأحباب إلا الصبر والاحتساب لموعود المولى سبحانه القائل {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ. أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.
وخير ما نبر به موتانا هو الدعاء لهم والترحم عليهم كلما خطر ذكرهم على البال فاللهم أرحم صديقي عبدالله الخربوش وجازه بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً وأحسن مثواه ووسع عليه قبره واجعله روضة من رياض الجنة واجعله يوم القيامة ممن يعطى كتابه بيمينه ويقال لهم ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا انتم تحزنون وعزاؤنا الحار لأهل الفقيد وأبنائه واخص منهم ابنه سليمان وابنه حمد الذين شاركا منذ سنوات في إلقاء بعض الدروس الدينية والخالية من التكلف ما جعلها محببة لجمهور الحاضرين الحريصين على الفقه في الدين وهو مطلب شرعي أخذاً من قول الرسول الكريم (من يرد الله به خيراً يفقّهه في الدين.....) والعزاء موصول إلى عموم أسرة الخربوش التي استوطنت الرس نحو عام 1075 هـ ولهم ذكر كثير في وثائق الرس والخربوش من الأسلم من شمر كما في كتاب أعلام الرس لمؤلفه الأخ عبدالله العقيل نقلاً عن كتاب -منهاج الطلب- لمؤلفه محمد القاضي.
أكرر الترحم على صديقي الغالي وأذكر ما أعرفه من محاسن بعض أعلام هذه الأسرة الكريمة وأخص منهم الشيخ عبدالله حمد الخربوش المتوفي عام 1410 هـ وهو خطيب وإمام المسجد النبوي الشريف من عام 1375 هـ ولمدة تزيد على 30 سنة متطوعاً محتسباً. ومنهم عبدالرحمن بن إبراهيم الخربوش المتوفى عام 1410 هـ والذي أمضى في الحسبة أكثر من 30 سنة والذي كان يرافق الوجيه حمد المالك عندما تنتدبه الدولة في مهمة للإصلاح أو حل بعض المشاكل بين الناس ومنهم محمد بن براهيم الخربوش المتوفى سنة 1397هـ والذي كان وكيلاً لأوقاف الرس وكان لثقة الناس به يوكلونه على أملاكهم وأماناتهم بل وعلى أولادهم في غيابهم يصرف عليهم ويرعى شئونهم بل إن الأمير عساف الحسين عندما سافر إلى نجران وكله على أسرته وأولاده يصرف عليهم من خزينة والدهم وأخيراً أذكر من أعيان هذه الأسرة شاعر الحرب والشجاعة ابراهيم الدخيل الخربوش المتوفى عام 1324هـ تغمد الله الجميع بواسع رحمته هم وجميع أموات المسلمين الذين آمنوا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً ورسولاً وماتوا على ذلك.
والدعاء بالتوفيق والسداد للباحث في تاريخ الرس وأعلامها الأخ عبدالله العقيل الذي اقتبست من كتابه الجامع -أعلام الرس- بعض المعلومات الواردة في هذا الموضوع والدعاء بالتوفيق والسداد موصول إلى القائمين على هذه الصحيفة المباركة الذين يشاركون أخوانهم المواطنين في تخفيف أحزانهم على فقد موتاهم من خلال نشر مثل هذه المراثي المتواضعة.
** **
محمد الحزاب الغفيلي - عضو جمعية البر بالرس