رمز من رموز المعرفة والأدب والثقافة، فهو كاتبٌ وأديب، ومؤرخ يُشار إليه بالبنان، في التأليف والنشر تشهد له بذلك مؤلفاته العديدة والمتنوعة، والتي أثرت الساحة الأدبية والثقافية من صُنوف المعارف والعلوم، مع كونه رحّالةً الأستاذ عبدالله بن حمد الحقيل -رحمه الله- انتقل إلى رحمة الله يوم الثلاثاء 21-2-1440هـ أديت صلاة الميت عليه بعد صلاة عصر يوم الثلاثاء 21-2-1440هـ بجامع الملك خالد بأم الحمام، ثم ووري جثمانه في مقبرة (العودة) بمحافظة الدرعية -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- أحد أبرز الأُدباء الذي خَدم الأدب والثقافة في واحداً من رِجالات الفِكر والثقافة، فكان لوفاته رنة حُزنٍ وأثر في نفوس كافة الأوساط الأدبية والفكرية.. فالفقيد يتمتعُ بروحٍ أخلاقية فاضلة، وطِيب مَعشر، وعِفة ِلسان، وتواضعٌ جمّ جاب مُعظم الديار في كثير من بلاد العالم.. كان -يرحمه الله- مدرساً وموجهاً تربوياً ومديراً لمدرسة اليمامة الثانوية بالرياض.. كما أنه كان مدرساً في كلية المعلمين بمدينة وهران بالجزائر ومن واقع هذه الخبرة في التدريس والتوجيه التربوي كانت له مكانته الاجتماعية والإنسانية والثقافية ومشاركاته في مختلف المناسبات وكان له حضوره المستمر في الديوانيات، لم يكن يتأخر عن تهنئة الناس في أفراحهم أو مواساتهم في مكروه يصيبهم.
قد ولد -رحمه الله- في عام 1357هـ بمدينة المجمعة، وبعد حصوله على الشهادة الابتدائية بها عام 1370هـ رحل مع عدد من أقرانه إلى الطائف للالتحاق بدار التوحيد فيها عام 1371هـ، ثم انتقل إلى معهد الرياض العلمي في السنة الثالثة مواصلاً بكلية اللغة العربية حتى نال الشهادة العالية بها عام 1378هـ، ثم حصل على دبلوم التربية المقارن والتخطيط التربوي من معهد الأمم المتحدة في بيروت، ثم ابتعث إلى جامعة أوكلاهوما بالولايات المتحدة الأمريكية للدراسة بها عام 1973م وحاز على درجة الماجستير وعلى دبلوم الدراسات العليا في الإدارة التربوية، وبعد ذلك عمل مدرساً وموجهاً تربوياً ومديراً لمدرسة اليمامة الثانوية بالرياض عام 1383هـ، وعمل أميناً عاماً للمجلس الأعلى لرعاية الآداب والعلوم والفنون بوزارة المعارف، وأمضى أكثر من عشرين عاماً في مناصب قيادية، وأسهم في حركة التعريب في دولة الجزائر، حيث عمل مدرساً في كلية المعلمين بوهران عام 1386هـ، ثم انتدب مديرًا في لبنان عام 1389هـ، وشارك في مؤتمرات وندوات عدة في الداخل والخارج والبحوث والمحاضرات، ثم عمل أميناً عاماً لدارة الملك عبدالعزيز منذُ عام 1406هـ حتى تقاعد عام 1413هـ.. وكان محل احترام أبناء الملك عبدالعزيز ملوكًا وأمراء فضلاء، لما يتمتع به من إخلاص واهتمام بالغ بما تحتضنهُ من كتب ومخطوطات، ووثائق ذات أهمية، كما عمل عضوًا في هيئات عدة علمية وثقافية وتاريخية، وعضوًا في اللجنة العليا لموسوعة تاريخ المملكة.. وصدر له أكثر من 35 كتاباً، ولقد وهبه الله حسن الخلق ولين الجانب، وحلو المنطق ولا سيما إذا علا منصات المنتديات الخطابية، والحوارات الأدبية والشعرية بأساليب ثقافية.
غفر الله لفقيدنا عبدالله بن حمد الحقيل، وأسكنه فسيح جناته، وجَبر كسرُ أسرته، وأغدق عليهم جميل الصبر والسلوان وحسن العزاء، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.. وقد ترك الأستاذ عبدالله الحقيل وراءه سيرة عطرة عبرت عنها منزلته الرفيعة وبساطته.
أخو العلم حي خالد بعد موته
وأوصاله تحت التراب رميم
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وألهم ذويه وإخوته وأخواته وأبناءه وبناته وحرمه أم راكان، وأسرة الحقيل كافة ومحبيه وأصدقائه وجيرانه الصبر والسلوان.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. وإنا على فراقك على يا أبا راكان لمحزونون.
** **
- د. فهد بن عبدالرحمن السويدان