محمد آل الشيخ
حمد بن خليفة والد أمير قطر الصوري هو من يتحكم منفردًا بالقرار القطري؛ وهذا يعرفه الجميع بمن فيهم أهل قطر مواطنين ووافدين، ويكن هذا الكائن البشري للمملكة كراهية وحقدًا لا تضاهيها كراهية، غير أن (الأحمق) هذا يستقي معلوماته عن الداخل السعودي من أساطين الصحوة، من الأخونج والسروريين السعوديين، فضلا عن أن لديه ثقة بسلاح قطر الوحيد قناة الجزيرة؛ ففي معاييره أنها تفعل الأفاعيل وتحرك الشوارع وتقلب الأنظمة غير أن الحقيقة التي غابت عنه، أو عن مستشاريه من عرب الشمال المتحلقين حوله أنها ربما تؤدي دورًا تحريضيًّا مؤثرًا في الدول الهشة، التي لا تملك أنظمتها شرعية ضاربة في وجدان مواطنيها، أما الدول العريقة، ذات العمق التاريخي فالأمر يختلف. بل أنا أجزم يقينًا لا يخالجه شك أن الحملة الإعلامية المتهورة الهوجاء التي قادتها الجزيرة ضد أميرنا الأمل محمد بن سلمان كان لها أبلغ الأثر في تماسك لحمة المجتمع السعودي وتمسكه بقيادته، واستعداده للتضحية بالغالي والرخيص كسد منيع للقيادة السعودية وللأمير محمد بن سلمان على وجه الخصوص، ولا سيما بعد أن رأوا كيف فعل ما أسموه (الربيع العربي) بالبلاد التي صدقت الجزيرة ومعها وسائل الإعلام الغربية اليسارية، من أهوال وفتن وقلاقل ودماء لا يمكن أن تخفى على كل من له عقل، أو قل نصف عقل يفكر فيه.
وكما تقول المعلومات من مصادر شبه موثقة أن شركة أرامكو السعودية بالتضامن مع شركة آدنوك الإماراتية تعملان بجهود تسابق الزمن على استخراج (الغاز)، سلعة قطر الأولى، وإغراق الأسواق العالمية به، وهذا بلا شك سيحد من قدرات قطر الاقتصادية على المدى المتوسط أضعافًا وبكثير مما هي عليه الآن، كما أنها بعد المقاطعة عمدت إلى تسييل كثير من أصولها الاستثمارية لمواجهة دول المقاطعة، فضلا عن أن رؤوس أموال المواطنين القطريين في الداخل تشهد هجرة تتزايد مع مرور الوقت إلى خارج قطر، بعد أن شعروا بأن قطر لم تعد ملاذًا آمنًا لاستثماراتهم. والسياسي (الفطن) يتعامل مع هذه المؤشرات بموضوعية وعقلانية، فالمكابرة والعناد كم أثبت التاريخ لا تحل المشاكل الاقتصادية بل تؤدي قطعًا إلى تفاقمها.
ويقول المطلعون على خفايا الأمور في الداخل القطري إن الأمير تميم لديه تحفظات على ممارسات والده غير المسؤولة والهوجاء، وهذا ما جعله ينضوي عن الأنظار، ويرسل الرسائل بشكل شبه مستمر إلى دول المقاطعة تلميحًا، بل وأحيانًا تصريحًا، أنه غير مسؤول عن تصرفات والده الحمقاء، لتكون هذه الرسائل ذخرًا له بعد غياب والده عن مسرح الأحداث.
والسؤال الملح الآن: هل يتمكن تميم من إصلاح ما أفسده والده؟ أم أنه سيستمر في سلوكه الموتور حتى يقضي على كل الفرص؟
بقي أن أقول: إننا يجب ألا نحمل تميم حماقات والده، وحماقات حمد بن جاسم بن جبر الذي يعتبر قطر مصدر ثروة، سيشفط منها ما يستطيع، ثم يهاجر إلى إمبراطوريته العقارية في لندن، التي تقدر أملاكه فيها بالمليارات.
إلى اللقاء