أحمد بن عبدالرحمن الجبير
تظل المملكة على الدوام دولة مؤسسات، ومجلس الشورى أحد أركان المملكة العصرية، وفيه نخبة كبيرة من الخبراء في كافة الاختصاصات، وله دور كبير في التشريعات، وله مكانته السياسية، حيث يقوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- كل عام بافتتاح دورة المجلس، ويقدّم خطاباً سياسياً يلقي فيه الضوء على الأوضاع الداخلية والخارجية، ويركّز على الاستثمار في المواطن السعودي لأنه أساس، ومحور التنمية.
فخطاب خادم الحرمين الشريفين في مجلس الشورى يعتبر خطاباً مهماً جداً، وخارطة طريق، ووثيقة رسمية لأعمال مجلس الشورى، حيث كان خطاب الملك سلمان مفصلياً وتوجيهياً، وفيه رسائل عديدة، فقد حث على خدمة المواطن، وناقش هموم الوطن في نواحي السياسة الداخلية، والخارجية وخاصة في الجوانب التنموية، والاقتصادية والاجتماعية.
احتوى الخطاب على عدة رسائل موجهة للداخل والخارج، فرسالة الداخل تضمنت ما تحقق من إنجازات في جميع المجالات، في ظل الرؤية السعودية 2030م، وركّز على تقوية اللحمة الوطنية بين القيادة والمواطنين، أما رسالة الخارج، فقد ركَّزت على مكانة المملكة الراسخة والثابتة، والقائمة على مبادئ الشريعة الإسلامية، وحسن الجوار، والتعايش السلمي مع الجميع، ونبذ الإرهاب والتطرف.
وحث الخطاب الملكي على فتح نوافذ عديدة مع المواطنين، واستقبال اقتراحاتهم، وشكاويهم عبر مختلف وسائل الإعلام، والتواصل الاجتماعي، ونشر مبادئ حرية التعبير، والحوار البناء والاستماع للرأي الآخر، والاهتمام بحقوق المواطنين، ومكافحة الفساد، وتعزيز النزاهة، وتقييم إسهام الاستثمار الأجنبي في الاقتصاد السعودي، ودعم بنوك التنمية والصناعة، والتسليف والإسكان، والبرامج الخاصة بإقراض الموطن.
وهناك محاور عديدة طرحها خادم الحرمين الشريفين في خطابه، وعلى مجلس الشورى الاهتمام بها، مثل مراجعة الأنظمة والقوانين، وتحسين الأداء، وتطوير التشريعات، ونظام القضاء، ومناقشة العديد من اللوائح، والاتفاقيات المالية والإدارية، والاقتصادية والسياسية، والاجتماعية والثقافية والعلمية، وقضايا حقوق الإنسان، وكل ما له علاقة بأمن الوطن، وسلامة والمواطن.
ووجَّه الملك سلمان -حفظه الله- المجلس بالنظر، والاهتمام بتطوير التعليم، ودعم مشاريع الإسكان، والصحة والتدريب التقني والمهني، والإعلام المرئي والمسموع، وقطاع الأعمال والمال، والاقتصاد والطاقة وتوطين الوظائف، وتوظيف الميزانيات المخصصة لها وفق الخطط المرسومة، ودعم السياسة البترولية المعتدلة القائمة على الأسس الاقتصادية، والتي تراعي فيها المملكة مصالح المنتجين والمستهلكين.
لقد سعدنا بخطاب الملك سلمان، وبما احتواه من توجيهات، وإنجازات عظيمة، ومن الضروري أن يواكب المجلس التطور السريع للمملكة في هذا العهد الذهبي عهد الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- وأن تترجم هذه الإنجازات التنموية، والإصلاحات الاقتصادية، بإعادة هيكلة المجلس ضمن خطط مرحلية، وإستراتيجيه، كزيادة أعضاء مجلس الشورى، ونتطلع بأن يكون هناك نقلة نوعية في الحياة الشورية، وصولاً إلى مرحلة انتخاب خيرة أبناء الوطن من أهل العلم والمعرفة في كافة المجالات.