د. عبدالرحمن الشلاش
لا يزعجني أبدًا صراخ بعض المحسوبين على الإعلام العربي من بقايا «إعلام النكبة»، أو بمعنى آخر المرتزقة من اللاهثين خلف بريق الدولارات. صراخهم الذي يصل إلى حد التطاول على المملكة العربية السعودية حكومة وشعبًا في محاولات يائسة للتشويش والتأثير، فصراخهم على قدر ألمهم فقد أوجعتهم جملة الإنجازات السعودية المتواصلة والمكانة الرفيعة لهذه البلاد لدى كل الدول.
كلما علا صراخهم وتوترت أعصابهم وتوالت شتائمهم زادت طمأنينتي بأن السعودية في المقدمة وفي ركاب المتقدمين لأنها تركت الكلام إلى الأفعال وهو ما تجيده على مر تاريخها المرصع بالإنجازات المشرفة. تتجه للعمل والفعل وتترك الكلام والصراخ والتحليل و»التخليل» لفرقة «حسب الله» من إعلامي الزفة، هذا الإعلام الذي وصفته بإعلام النكبة كان وما زال خنجرًا في خاصرة الأمة العربية بسعيه المستمر لبث الفرقة والشتات، والردح على التشرذم والرقص على الخلافات. إعلام مرتزق يعمل جيدًا لصالح من وظفوه كلما زاد الدفع وضخت الدولارات في حساباتهم عبر قنوات الشر أو المنابر المستأجرة.
إلا ما معنى توظيف مقتل المرحوم جمال خاشقجي -رحمه الله- من أجل الهجوم المسعور على المملكة في وقت يتناسى هذا الإعلام الرخيص زيارات رئيس الوزراء الإسرائيلي لبعض دول الجوار، وغض الطرف عن ممارسات نظام الحمدين وعلاقاته الحميمة مع كل عدو. مقتل خاشقجي كشف انحدار هذا الإعلام حتى بعد البيانات الصادرة من المملكة والقبض على المتهمين في الجريمة.
خروج بقايا إعلام النكبة ومن شايعهم من أذناب إيران وحلفائها الخائبين عن طورهم، وهجومهم المسعور غير مستغرب فقد أعماهم الحقد والحسد وما زالوا في محاولاتهم للنيل وإلقاء التهم عبر منظومة القنوات القطرية التي تحرك من الدويلة داخل الجزيرة المعزولة عن العالم حيث سمعتها في الحضيض نتيجة دعمها للإرهاب وجماعة الإخوان الإرهابية ومحاولاتها المستمرة لدعم الصراع وتأجيج الثورات في أكثر من قطر عربي.
في مقتل جمال خاشقجي -رحمه الله- أسرار لم تكشف، وتورط جهات غير ظاهرة حاليًا في الصورة وستنكشف في المستقبل القريب لكن يأبى هذا الإعلام المستأجر إلا أن يستعجل الأمور لأنه ببساطة لا يعنيه مقتل خاشقجي قدر عنايته الشديدة وعلى مدى سنوات بتفخيم أي أمر يكون منفذًا للإساءة للسعودية وتأليب الرأي العام عليها ودفع الملايين من أجل تحقيق هذا الهدف الوضيع.