حمد بن عبدالله القاضي
كيف نجعل الكلمة «رمحاً» أو نُصيِرها «جرحاً».
وكيف يمكن أن تكون نسيماً عذباً يمر على قلوب الآخرين, أو تتحول لرياح عاتية تقتلع أشجار المودة بوجداناتهم.
وبنصنا المقدس أمر حاسم بالأمر والتحبيذ على الكلمة الطيبة التي نوجهها للآخرين: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً}.
إن الرسالة التي نرغب أن نرسلها للآخرين يتوقف مدى الاستجابة لها حسب القالب اللفظي الذي نعرضها به وتعْبُر به عبر جسره كلماتنا.
* * *
=2=
فضلاء عرفتهم: د. ناصر الداود
الإنسان بالحياة يعرف ويتعامل مع كثيرين، وبعضهم يتركون بصماتهم بالوجدان بجميل تعاملهم والإخلاص بعملهم.
ومن رسالة الكلمة لدي الكاتب أن ينوه الكاتب بأمثال هؤلاء الفضلاء استرشاداً يقول الرحمن: {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ}.. وفي ذلك تقدير لهم وحفز على المزيد من عطائهم وليكونوا قدوة لغيرهم بجميل صنيعهم.
من هؤلاء الذين عرفتهم معالي د. ناصر بن عبدالعزيز الداود الذي أول معرفتي به عندما كان مديراً عاماً للتعليم بمنطقة الرياض، حيث عرفته بالخلق الكريم والعمل الجميل والوفاء الجم.. وأذكر ثناء الراحل الذي يعرف الرجال ويزن كلمته د. عبدالعزيز الخويطر -رحمة الله عليه-؛ وقد عمل معه د. ناصر؛ وكان يثمّن جديته وإخلاصه بعمله.. وقد ظل الداود وفيّاً للخويطر بعد تركه العمل بوزارة المعارف، وكان كلما التقيته يسأل عن د. الخويطر، وظل يحمل له الوفاء في حياته وبعد رحيله -رحمه الله-.
ثم انتقل لإمارة الرياض حتى أصبح وكيلاً لها وظل موضع ثقة المسؤولين، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عندما كان أميراً للرياض.
ومعروف أن الإمارة تتعامل مع مختلف أطياف الناس وأجناسهم ولم يذكر أحد عن الداود أنه قال كلمةً نابيةً أو لفظاً جارحاً لمراجع.
وقد تواتر تأكيد هذه السجايا فيه من أعزة مَن عرفوه وزاملوه.
فقد حدثني معالي الحبيب د. محمد السالم عن مضيء وفائه وجميل سمته طوال علاقته به.
وقال لي صديقنا المشترك معالي د. حمد المانع عن جانب آخر بشخصيته من خلال تجربته معه: إنه يمتاز بحسن التعامل والحرص على الإنجاز بأسلوب يحببك بالتعامل معه لهذه السجايا ولنجاحاته المتوالية في أعماله السابقة، نال الثقة الكريمة من القيادة باختياره نائباً لسمو وزير الداخلية وهي إحدى الوزارات السيادية بالوطن.
وبعد: بقي د. ناصر كما كان في بداياته على خلقه الرفيع ووفائه المعهود وفقه الله وأعانه.
* * *
=3=
آخر الجداول
قال شاعر حكيم:
«ومن في الناس يرضى كل نفس
وبين هوى النفوس مدىً بعيد»
أجل: من يرضي كل الناس؟.
حسب الإنسان ارتياحاً أن يؤدي أمانته أمام ربه ليرضى عنه كرام الناس وخيارهم.