تمكن فريق بحثي فى مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، من تحديد مؤشرات حيوية تتمثل في طفرة لا جينية قد تؤدي منذ الولادة إلى التنبؤ بخطر احتمالية الإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبيض قبل حدوثه عند النساء. وحازت الدراسة البحثية على إشادات واسعة من المتخصصين ونشرت في مجلة الأبحاث اللا جينية الإكلينيكية المرموقة في هذا المجال.
وتفصيلاً كشفت الدراسة البحثية الجديدة التي قادتها الدكتورة نسرين المغربى رئيسة قسم أبحاث السرطان اللا جينية في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، أن النساء اللاتي يحملن بما يعرف علمياً بميثلة الجين (براكا1) قد يكن معرضات لاحتمالية الإصابة بسرطان الثدي أو الإصابة بسرطان المبيض. فقد كشفت الدراسة البحثية أن 18% من مرضى سرطان الثدي و15% من مرضى سرطان المبيض يحملون هذه الميثلة في خلايا دمهم البيضاء. والميثلة هي آلية (مياكنيزم) تؤدي إلى تعطيل الجين ولكن من دون التأثير على تتابع القواعد النيتروجينية للجين. ورصدت الدراسة البحثية وجود تغيرات جزيئية فى خلايا دم النساء السليمات الحاملات لهذه الميثلة مشابهة لتلك الموجودة فى دم النساء المصابات بالسرطان مما قد يشير إلى احتمالية تعرضهم للإصابة بهذه السرطانات، لافتةً إلى أن خطر الإصابة بأحد هذين النوعين من السرطانات الثدي أو المبيض قد يحدث منذ تكوين الجنين حيث وجدت الدراسة أن هذه الميثلة موجودة فى دم الإناث حديثى الولادة وتمثل نسبة انتقال هذه الميثلة من الأم الحاملة لها إلى ابنتها 20 %.
يشار إلى أن الفريق البحثي حالياً، يعكف على تطبيق ما توصل إليه من نتائج على عدد أكبر من النساء غير المصابات من أجل الكشف عن ميثلة هذا الجين فى الدم على أمل أن يتم استخدامها كمؤشر حيوي على احتمالية الإصابة بسرطان الثدي والمبيض في وقت مبكر جداً مما يمكن من التعامل مع هذه الأمراض في المراحل الأولى أو حتى تفادي حصولها.