«الجزيرة» - غدير الطيار:
أنهى المركز الإقليمي للجودة والتميز في التعليم التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» دراسة مؤشرات جودة التعليم في العالم العربي، وقدم صورة حقيقية عن واقع جودة التعليم، وبيان أهم النتائج المتوقعة. وقادت نتائج الدراسة إلى تبني مبادرة مشروع تراجم الجودة التي تهدف إلى إثراء المحتوى العربي من خلال ترجمة مجموعة كتب متنوعة في المجال التعليمي المختص بالجودة والبيئة التعليمية إلى اللغة العربية، منها كتاب «الجامعة الأخلاقية»، وكتاب «جودة المعلمين: دراسة دولية حول كفايات المعلمين ومعاييرهم»، وكتاب «أصغر، أسرع، أقل تكلفة: تطوير عمليات تقييم التعليم في الدول النامية». وسيصدر نهاية هذا العام ثلاثة كتب، تمت ترجمتها لإثراء المحتوى العربي في قضايا الجودة.
وأوصت الدراسة بأهمية تطوير وتحديث البنية التعليمية؛ لتصبح مرحلة الطفولة المبكرة إلزامية ضمن السلم التعليمي، وبناء نظام للمساءلة وضبط الجودة في النظام التعليمي.
الجدير بالذكر أن المركز الإقليمي للجودة والتميز في التعليم تأسس عام 2014م حينما تولت المملكة العربية السعودية الإشراف عليه بموجب الاتفاقية المبرمة بين المملكة ومنظمة اليونسكو؛ وذلك انطلاقًا من دعم المملكة لرسالة المنظمة الإنسانية التي لا تتوقف لتعزيز كل ما هو إيجابي في حياة الشعوب، وتأكيدًا لالتزاماتها المحلية والإقليمية والدولية تجاه توفير «حق التعليم للجميع»، وجودته، وتميُّز مخرجاته كأحد أهم مرتكزات التنمية المستدامة. ويحظى المركز بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ـ حفظهما الله ـ من خلال استضافة المركز، وتوفير ميزانيته التشغيلية، وجعل تطوير وتجويد التعليم في العالم العربي في قائمة الأولويات. وكذلك بدعم مستمر ومتابعة دائمة من رئيس مجلس إدارة المركز معالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى لتحقيق تطلعات ولاة الأمر في تحسين جودة التعليم في العالم العربي، والإسهام والمشاركة الفعالة في عملية الإصلاح التعليمي على الصعيدَيْن الإقليمي والدولي.
وحقق مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم العديد من الإنجازات النوعية خلال الأعوام السابقة، وكذلك عام 2017، شملت مشاريع بحثية وندوات علمية وشراكات إقليمية ودولية، تصب في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمركز ولمنظمة اليونسكو.
كما قدم المركز مشروع تدريب بعض منسوبي وزارات التربية والتعليم في العالم العربي على المؤشرات التعليمية، وكانت بداية انطلاقة المشروع من السعودية. وقد بدأ تنفيذ البرنامج بحضور 30 متدربًا ومتدربة من وزارة التعليم لمدة ثلاثة أيام، وتم تنفيذ البرنامج في تونس والإمارات والكويت والسودان والمغرب. ويتمحور البرنامج التدريبي حول بناء وقياس المؤشرات التعليمية، ويهدف إلى تعزيز قدرة المشاركين على تحديد وتحليل وتفسير واستخدام مؤشرات التعليم في التخطيط والرصد والتقييم. وسيتم تنفيذ البرنامج التدريبي في سبع دول عربية خلال هذا العام. وتولى المركز في منتصف أكتوبر الماضي من هذا العام تنفيذ جملة مشاريع بحثية معتمدة من مجلس الإدارة على مستوى العالم العربي، أهمها الدليل الإقليمي للمعايير التخصصية والكفايات المهنية. ويركز المشروع على إعداد دراسة حول التراخيص المهنية للمعلمين في الدول العربية. وكذلك مشروع نظم إعداد المعلم وتأهليه في العالم العربي الذي يهدف إلى استكمال دراسة أنظمة ومنهجيات برامج إعداد المعلمين وتأهيلهم، والوقوف على أفضل الممارسات لإعداد المعلم، واقتراح نماذج لإعداد المعلم وتأهيله في المنطقة العربية. ومشروع الاعتماد المدرسي لمراجعة الاعتماد المدرسي في الدول العربية وسبل تطويرها. وكذلك مشروع سياسات ونظم التعليم في الدول العربية الذي يهدف إلى عمل دراسة مقارنة لبعض سياسات ونظم التعليم بالدول العربية مع التركيز على السلم التعليمي. وتهدف تلك المشاريع البحثية إلى تحقيق الجودة من خلال العمليات المعنية بالتحسين المستمر للخدمات التعليمية، والاهتمام المتواصل والمؤسسي برفع مستوى مخرجات عمليات التعليم في العالم العربي وصولاً إلى الإنسان المكتسب للمعارف والمهارات الأساسية، مع قدرته ورغبته في التعليم المستمر، وتمثله للقيم الحضارية من التفكير النقدي والتسامح والتعايش مع الآخر المختلف ثقافيًّا ودينيًّا واجتماعيًّا.