م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. الشعوبيون عَرَّفهم القرطبي في تفسيره على أنهم: «حركة تبغض العرب وتفضل العجم».. أما الموسوعة البريطانية فتسميهم (المضادين للعرب «Anti-Arabisim»).
2. كانت الشعوبية في بداياتها حركة مقاومة.. فقد كان العرب الفاتحون هم القادة وهم الوزراء والمقرّبون للخلافة إبان الدولة الأموية.. فانطلقت أول حركة شعوبية أسموها (حركة التسوية).. ويقصدون بالتسوية المطالبة بالمساواة بين حقوقهم وحقوق العرب.. ثم تحولت مع الزمن من حركة تسوية إلى حركة تفضيل.
3. أصبحت الشعوبية حركة ظاهرة عند نهايات الدولة الأموية ومطلع الدولة العباسية.. وكان من كبار قادة الفتح الإسلامي شعوبيون مثل أبي مسلم الخراساني وغيره.. أما بداية انتشار الشعوبية فقد كانت لدى الفرس.. حيث قامت الدولة العربية على أنقاض الدولة الفارسية ذات المدنية المتقدمة على العرب آنذاك.. فكان لا بد من إذكاء روح الفوقية والاستعلاء على المستعمر الجديد لبلادهم.
4. مع توسع الفتوحات الإسلامية انتشرت الشعوبية لدى الهنود والترك والبربر والأندلسيين والزنج.. حيث تم استخدام الشِّعر كوسيلة لذم العرب ومدح الذات وإعلائها.. وقد كانت (الشاهنامة) الفارسية هي الأشهر من بين الفنون الشعوبية في هذا الغرض.
5. الشعوبيون العرب المعاصرون لكل منهم صوت في فضاء مفتوح ليس له حدود وليس فيه محاذير.. وللشعوبي أن يظهر باسمه أو اسم مستعار.. كما له فيه أن يُشَكِّل أو يكون ضمن تشكيل جيش إلكتروني.. بعضهم فردي وفيهم مؤسسي.. بعضهم تجاري وفيهم مرتزقة.. بعضهم منظم وفيهم فوضوي.. بعضهم مدفوع وفيهم تطوعي.
6. الشعوبيون إبان الحضارة الإسلامية انقسموا بين ولاء للفرس وولاء للرومان.. وشعوبيو العرب اليوم بعد ألف وأربعمائة سنة لا يزالون ينقسمون ذات الانقسامات.. فهم بين ولاء لإيران أو ولاء لتركيا.
7. شعوبيو اليوم أغلبهم شباب.. حَوَّلت وسائل التواصل الاجتماعي كل موضوع يطرحونه إلى نوع من الاستفتاء.. ولأنهم شباب فإن الاستجابة تكون عارمة.. وتصبح آراؤهم وكأنها قضية رأي عام.. حتى ولو كان رأياً موجهاً.. فقد أثبتت الدراسات عن المحتوى العربي في الفضاء الإلكتروني أن (4 %) فقط هم الذين ينشئون المعلومة و(96 %) الباقية مجرد مستهلكين.
8. يتفق العرب في سمات وصفات ومشتركات واحدة من اللغة إلى الدين إلى الجغرافيا إلى التاريخ وهو ما لا يتحقق لكثير من الأمم.. وهي أمور متلازمة مترابطة متكاملة تدعو إلى الوحدة.. والشعوبيون يحاولون إثارة النعرات وإيقاظ الثارات وتأجيج العداوات وإحداث الفُرْقَة.. وينجر لهم الرعاع فيشعلون الحرائق ويؤسسون لمرحلة كره العربي للعربي واحتقار كل ما هو عربي.