ليس بمستغرب على ولاة الأمر في هذه البلاد أن يتواصلوا بشكل مباشر مع أبنائهم في مختلف المناطق، وأن يتعرفوا على حاجاتهم ويشاركونهم فرحة إنجازاتهم، إذ أرسى هذا النهج مؤسس هذه البلاد، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، -طيب الله ثراه-، وسار على نهجه أبناؤه الملوك من بعده -يرحمهم الله- فغدت زيارة المناطق والمشاركة الاجتماعية لأبناء الوطن وتلبية احتياجاتهم والوقوف على تطلعاتهم، في شرقه وغربه وشماله وجنوبه، أمراً معتاداً ألفه أبناء هذه البلاد جيلاً بعد جيل، وعهده الآباء والأجداد، وها هو خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، -حفظه الله- يجدد العهد بزيارة كريمة مباركة لمنطقة عزيزة على نفوس أبناء هذا الوطن وقادته -أيدهم الله- منطقة الحدود الشمالية.
جدير بالذكر أن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، -يحفظه الله-، منذ توليه قيادة هذه البلاد، حرص على مبدأ التنمية المتوازنة المستدامة، والتي تشمل مناطق المملكة كافة شرقها وغربها، وشمالها وجنوبها، لينعم أبناء هذا الوطن، على حد سواء، وتتاح لهم الفرص المتكافئة، وفق خطط مدروسة، بما يضمن لهم تعليماً مدرسيًّا وجامعياً عالِيَ الجودة، وخدمـات متطـورة، في التوظيـف والرعايـة الصحيّـة والسكن والترفيه وغيرها، تمشياً مع برامج التحول الوطني ورؤية المملكة (2030).
وما مدينة وعد الشمال إلا تجسيد على أرض الواقع لمبدأ توازن التنمية، تلك المدينة التعدينية التي تقع شمال شرق محافظة طريف، والتي من المتوقع لها أن تحدث نقلة نوعية على الأصعدة كافة، إذ تتوافر فيها كل مقومات الصناعة والتنمية المستدامة، والتي سوف توفر العديد من الفرص الوظيفية لأبناء المنطقة ودفع عجلة التنمية فيها.
وتأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لمنطقة الحدود الشمالية وولي عهده الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- مهندس الرؤية (2030)، في إطار المتابعة المتواصلة والتقييم المستمر لتنفيذ برامج ومشاريع التنمية الجاري تنفيذها في منطقة الحدود الشمالية بغية الوقوف على العقبات، التي ربما تحول دون تحقيق الأهداف التي تم التخطيط لتنفيذها على الوجه المأمول, وذلك لتقديم الحلول وتذليل الصعاب.
وفيما يخص جامعة الحدود الشمالية، فستحظى زيارة خادم الحرمين الشريفين المباركة بتدشين العديد من المشاريع، وكذلك وضع حجر الأساس لمشاريع أخرى جديدة في الجامعة، ما بين كليات وإسكان لأعضاء هيئة التدريس، وبنى تحتية، وغيرها بتكلفة إجمالية تزيد على ملياري ريال، وذلك في مقر الجامعة الرئيس في مدينة عرعر، وفي فرع الجامعة بمحافظة رفحاء.
وبهذه المناسبة فإنه يسرني باسمي شخصياً، وباسم منسوبي الجامعة وأبنائي الطلاب، أن نرحب أجمل الترحيب بخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وولي عهده الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وصحبهم الكرام في هذه الزيارة الميمونة، وبالرعاية الكريمة لمشاريع الجامعة.
والله أسأل أن يحفظ بلادنا وقيادتنا الرشيدة ومجتمعنا من كل سوء ومكروه وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان إنه سميع مجيب.
** **
أ. د. سعيد بن عمر آل عمر - مدير جامعة الحدود الشمالية