أمل بنت فهد
ما حدث مؤخراً، ولا يزال يحدث، من إعلام مدفوع، ورخيص سافر، لا يخجل حتى من الكذب واستغفال الجماهير بكافة أطيافها، واستهداف صريح للملكة العربية السعودية، وولي العهد حفظه الله، وللشعب السعودي، كل ذلك يجعلنا نتذكر الدروس السعودية في تطويع الأزمات، وخلق الفرص من تحت ركام المعارك، نعم نحن دولة وشعب حين تتكالب علينا الصعاب، ندرك ما لا يدركه غيرنا، نعرف أين الكنوز المخبأة بين الحطام، والفوضى، لذا فنحن لا نخاف، ويحتار فينا الصديق قبل العدو، لأننا نعرف الخطوة الألف القادمة، ولسنا ممن لا يعرف إلا قوت يومه والظروف الحالية، بل نحن نعرف إلى أين نذهب، وإن تلاشت ملامح الطريق، فإننا لا نتيه عن وطننا، ولا يشتتنا عائق، ولا ناعق، مهما علت الأصوات، وكثر الضجيج، فإن صوت الوطن فوق كل صوت يخرس صراخهم.
إعلامنا العزيز: لقد اجتمعت المواهب السعودية والنجوم الإعلامية في مكان واحد، وتصدت لحرب إعلامية شرسة، اجتمعوا دونما موعد، جمعهم الوطن، وعشق الوطن، والولاء، سخروا قدراتهم المحدودة، وأجادوا، بل إنهم تفوقوا على إعلامنا التقليدي، وصنعوا نقلة هائلة في مسار الإعلام، منهم من جمع في ذاته (الإعداد، والإلقاء، والتصميم) وقدمه بمهنية فائقة، ومنهم من سخر قدراته في الترجمة ليسمع العالم الغربي من تكون السعودية، ومنهم من لمع نجمه في التحليل والتفسير، ونسف روايات المتربصين، والمؤلفين، نعم لقد استمات الشعب السعودي إعلامياً في سبيل الوطن، ونجح، واستطاع، لأنه فجأة اضطر أن يكون إعلامياً، ولأن واقع الحرب اليوم هو الإعلام.
لذا يا إعلامنا الغالي، إنهم جنودك الذين خرجوا إلى الطريق وسلاحهم الولاء، إنهم الكادر الذي عليك جمعه، ودعمه، وتدريبه، وإلحاقه رسمياً بوزارة الإعلام، لينهض بإعلامنا الذي هو المعني برد الهجمات التي لن تنتهي، لأنها حرب المرحلة.
كثير من الأسماء برزت، ولن أعدهم بالاسم خشية نسيان أحدهم، فتيات وشباب، كلهم هبوا بصوت واحد، كلٌ فيما يجيده، ووالله إنهم فعلوا ما لم يستطع أي إعلام أن يفعله، عليهم نعقد الآمال، والطموح، نحلم بإعلام ضخم، يليق بمكانة السعودية بين العالم، وبكل اللغات.
إنه ميدانهم وهم به أعلم، افتحوا لهم الطريق، إنهم فرصتنا الأكبر، إنه فنهم، وملعبهم.
أتمنى أن نراهم قريباً في إعلامنا الوطني الرسمي، وأنا على يقين أننا بهم سنحقق التوازن الإعلامي.