منذ أن بزغ نور عهد الأمن والأمان الذي وحّد فيه مؤسس هذا الكيان الوطن وجعل شرع الله دستورها والعدل منهاجها، وحكامنا حريصون على تلمس حاجات المواطنين، وتفقد أحوالهم وتلبية مطالبهم، وهذا يدل على تلاحم القيادة والشعب، ويرتقي بمصلحة هذا الوطن المعطاء، وامتداداً لتواصل حكام هذا الوطن منذ الأزل على تفقد حاجات المواطن في كل بقعة من هذا الوطن، فإنه يحلُّ وجه الخير وفأل السعد ملك الحزم والعزم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ضيفاً على أبنائه وشعبه في منطقة الجوف، في زيارة تنعش قلوب أبناء المنطقة حباً وولاءً لملكهم المفدى، والتي ستحفل -بمشيئة الله- بكثير من المنجزات بآمال وتطلعات أبناء وبنات المنطقة، وذلك استكمالاً لمشاريع النماء والتطور، والتي تم ترجمتها إلى واقع ملموس جعلت معها المنطقة تعيش حالة من التنمية الشاملة في جميع المجالات والميادين.
ولعلي هنا أتحدث بحكم اهتماماتي الثقافية عن الثقافة في منطقة الجوف، ولا شك أن الثقافة في المنطقة كانت منذ عصر ما قبل الإسلام حيث كان لدومة الجندل وسوقها أثر فعال في نشر الثقافة، حيث كان الناس يجتمعون في هذا السوق، وأما عن الثقافة في الوقت الحالي فقد أولت حكومتنا الرشيدة دعماً غير محدود للثقافة ودعم المثقفين في المنطقة، وكان لذلك الأثر الفعال في النوادي الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون في المنطقة الإدارية سكاكا، وهذا بلا شك كان له الدور البارز في تثقيف المجتمع، مما جعل الجوف إحدى الدعائم الرئيسية والمثرية للثقافة في منطقة الجوف، فكان لكثير من الأدباء والكُتاب والمؤلفين في المنطقة بصمات ملموسة في هذا المجال، كما أن لتفعيل دور المرأة في هذا المجال دوراً بارزاً في دعم الثقافة في المنطقة، كما أننا نحن أهالي محافظة القريات نطمع بأن يكون لدينا مركز ثقافي مستقل بلجانه وفعالياته ليكون منبراً لنا لنكمل مسيرة جهود المملكة في سبيل تثقيف الفرد والمجتمع.
فالمتأمل في كل ما تحقق في منطقة الجوف يُدرك صدق النهج الذي تنهجه حكومتنا الرشيدة في كل مدينة ومحافظة وقرية وهجرة في كل منطقة في وطننا المملكة العربية السعودية، تهدف من خلاله إلى الارتقاء بخدماتها ومستوى ازدهارها وتحقيقها للتنمية فيها، وتفعيل دور الثقافة فيها، بما يحقق تطلعات ورؤى السكان في كل مكان.
وها نحن نعيش اليوم نتائج الرؤية المباركة لسمو ولي العهد -يحفظه الله- رؤية 2030 وما سوف تقوم به من نقلة في الإنسان والوطن، والتي من بين هذه الرؤية المشروع العظيم «مدينة نيوم» التي سوف يكون لها الأثر الكبير على هذا الوطن العظيم.
يستذكر المواطن وينقل أحداث زيارات ملوك المملكة حتى هذه الزيارة المباركة الميمونة، والتي تحظى دائماً كل زيارة من الزيارات الملكية بكثير من المشروعات والإنجازات والاهتمام، وكانت فرصة لتبادل الحب والوفاء والإخلاص بين شعب أحب قادته وقادة أحبوا شعبهم.
** **
محمد بن حلوان الشراري - محافظة القريات