إبراهيم عبدالله العمار
هل سبق لك أن سكبتَ بعض الملح خطأً وأنت تملّح طعامك؟ إذاً فالويل لك، فقد ارتكبتَ محظوراً كما يظن بعض الناس!
هذه من الخرافات في الغرب، الذي على ميله للعقلانية (المبالغ فيها أحياناً) إلا أنه لا يزال يحتفظ ببعض غرائب الماضي، منها خرافة الملح هذه، وأصلها أن الملح مهم للصحة والحياة، وفي الماضي كان ثميناً نفيساً، فكان سكب ولو كمية قليلة منه تبذيراً شريراً ونذير شؤم.
لا تخلو أي حضارة من مثل هذه الاعتقادات، وبعض المشاهير لديهم طقوس يستجلبون بها الحظ كما يعتقدون، فمايكل جوردان كان يلبس نفس البنطال الرياضي القصير الذي لبسه في الجامعة تفاؤلاً به طيلة حياته الرياضية، ولاعبة التنس سيرينا ويليامز تربط حذاءها بطريقة معينة، ومن أطرفها بيليه الذي حاول علاج هبوط أدائه بأن طلب من صديقه أن يسترد قميصه الذي أهداه لأحد المشجعين، ظاناً أن هذا سبب الحظ السيء، وأمره أن يأتي به بأي ثمن، وبعد بحثٍ جهيد أتى به وعاد كما كان، وتحرّج الصديق أن يخبر بيليه أنه لم يجده وأن هذا قميص عادي لبسه بيليه من قبل!
أما أحد أغرب القصص في هذه فهي قصة راي روبنسون أحد أشهر الملاكمين، ويصنّفه الكثير -منهم محمد علي بنفسه- أنه أفضل ملاكم في التاريخ، ففي عام 1947م كان من المفترض أن يلاكم راي رجلاً اسمه جيمي، وفي الليلة التي تسبق هذا رأى روبنسون في الحلم أنه يقتل خصمه بالخطأ فاستيقظ منزعجاً، وبعد التفكير قرّر الانسحاب، إلا أن هذه الملاكمة لم يبقَ عليها إلا ساعات معدودة ولو انسحب روبنسون لفسد الحدث ولخسر الكثير أموالهم، فأتى قِسّيسان وأقنعا روبنسون أن يمضي قُدُماً ويقاتل خصمه وأن ما رآه لا يعني شيئاً، فوافق وخاض معركة الملاكمة تلك وانتصر فيها ببراعته المعهودة وطرح خصمه فاقد الوعي بالضربة القاضية. إذا ضُرب ملاكم مثل هذه الضربة فالعادة أن يفقد وعيه ثوانٍ ثم يفيق، أما جيمي فلم يفِق، وتوفي في تلك الليلة!
لا أعرف تفسير هذه القصة الغريبة، لكن أعرف أن الكثير من الناس لديهم طقوسهم الخاصة التي يظنون أنها تأتيهم بالحظ الحسن، فهل أنت منهم؟ وهل هو فعلاً حظ حسن أم تأثير الدواء الوهمي (بلاسيبو)؟ أم أن هناك تفسيراً آخر؟