فهد بن جليد
سلوك وأخلاقيات تحالف الشرعية في اليمن سيبقى عملاً نادراً في الحروب، يحفظه التاريخ في سجلات القيم العسكرية والإنسانية معاً, رغم أنَّ هذا الالتزام الأخلاقي آخر الحسم أكثر من مرَّة, وكلف الكثير، إلاَّ أنَّ ما يهم الحُلفاء في اليمن وعلى رأسهم السعودية هو استعادته لعافيته وشرعيته، وتخليصه وشعبه من مليشيات الدمار الانقلابية الظالمة.
ما يجري اليوم على أرض اليمن هو مثال نادر نعيشه, تقود فيه المملكة تحالف الشرعية بالجُندي والطبيب معاً، يد تُطهر اليمن ليستعيد شرعيته من الفئة الانقلابية الباغية، ويد تُحاول محو آثار المرض والجهل والخوف والفوضى التي خلفتها الميلشيات الإيرانية هناك، فالفرق واضح بين الحوثي الذي ينشر الرعب والدمار والجهل، ينهب المُقدرات والبنوك والمُمتلكات مُستغلاً أطفال اليمن الأبرياء ليجعل منهم حصوناً ودروعاً بشرية، وبين تحالف الشرعية الذي يقصف مواقعه ويدك حصونه، وفي الوقت ذاته يتجنب المدنيين مُلتزماً بمعايير الاشتباك الدولية, يدعم التنمية ويقدم الغذاء والدواء، ويوزع المُساعدات حتى في المناطق التي يُسيطر عليها العدو، وينزع الألغام ويُعيد الأطفال المُغرَّر بهم إلى منازل ذويهم, بعد أن يتم تبصيرهم وتنويرهم وتأهيلهم ليعيشوا طفولتهم البريئة بكل أمل وتفاؤل, بعيداً عن أطماع وأحلام المليشيات.
في المملكة اليوم أكثر من 561 ألف لاجئ (يمني) هربوا من ظلم الحوثي وبطشه، فتحت لهم السعودية أبوابها, ليندمجوا في المُجتمع السعودي مع غيرهم, وينخرطوا في العمل لتحسين وتجويد حياتهم، بعيداً عن مُعسكرات الإيواء أو مُخيمات اللجوء، فالمملكة تتعامل مع ملف المحتاجين والمنكوبين واللاجئين حول العالم انطلاقاً من تعاليم الإسلام أولاً، ثم استشعاراً بحاجة هؤلاء للمُساعدة ومد يد العون, والشواهد كثيرة على وقفات السعودية ومُساندتها لدول منكوبة من باب مُشاركة الشعوب المأساة, وهو النهج السعودي الأصيل والمعروف منذ تأسيس البلاد على يد الملك عبدالعزيز وحتى اليوم، قدمت خلاله السعودية مُساعدات (مليارية) جعلتها في مُقدمة صفوف الدول الداعمة مع كل نكبة تحل بالإنسانية، وفي كل مأساة تقع في أي بقعة في العالم، دون النظر إلى جنسية أو دين أو لون أو عرق من يستفيد من هذه المُساعدات, طالما أنَّه يحتاج هذه الوقفة الإنسانية.
وعلى دروب الخير نلتقي.