فضل بن سعد البوعينين
تحمل زيارات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للمناطق بشائر الخير والنماء، والتنمية الاقتصادية، والمشروعات الإستراتيجية التي تستهدف إلى استكمال الخدمات، ورفع جودة المعيشة، وخلق بيئة اقتصادية محفزة للاستثمارات ومولدة للفرص الوظيفية والاستثمارية، ومحققة لأهداف رؤية المملكة 2030 في محاورها الرئيسة والإستراتيجية وفي مقدمها الطاقة المتجددة.
وفي زيارته الكريمة لمنطقة الجوف، ضمن زياراته المناطقية المجدولة، تنطلق باكورة مشروعات الطاقة المتجددة والمتمثلة في «مشروع سكاكا للطاقة الشمسية» لإنتاج ما يقرب من 300 ميجاواط؛ وبتكلفة تقارب 1.1 مليار ريال. انطلاقة حقيقية لمشروعات الطاقة المتجددة، بأيدي سعودية؛ حيث تقود شركة «أكواباور» تحالفاً لتنفيذ الشروع وفق أحدث التقنيات الحديثة، وبتعرفة، تعد من الأقل عالمياً، وهو تحدي يحسب للشركة السعودية «أكواباور» التي أثبتت كفاءتها وتنافسيتها العالمية، وقدرتها على إنجاح الشراكة بين القطاعين الخاص والحكومي لتحقيق الأهداف الوطنية ذات العلاقة بتنويع مصادر الطاقة المحلية وإنتاج ما يقرب من 9.5 جيجاواط بحلول عام 2030.
ستعزز الزيارة الملكية الكريمة لمنطقة الجوف مشروعات الطاقة المتجددة، ومنها طاقة الرياح التي ستنطلق من مشروع دومة الجندل لتوليد الطاقة، والمتوقع أن يستثمر طاقة الرياح لإنتاج ما يقرب من 400 ميجاواط من الكهرباء؛ وهو المشروع الثاني في منظومة مشروعات الطاقة المتجددة في المملكة.
وضعت المملكة قطاع الطاقة كأولوية إستراتيجية لها، وبالرغم من الوفرة النفطية، واحتياطياتها الضخمة، إلا أنها أخذت على عاتقها تطوير قطاع الطاقة وتحقيق مزيج أمثل لمصادره، واستثمار المقومات والثروات المتاحة، ومنها الأجواء المشمسة وتوفر مدخلات إنتاج الطاقة الشمسية، والطاقة النووية؛ كالسليكا واليورانيم؛ إضافة إلى الملاءة المالية، ووجود الخبرات السعودية الكفؤة والشركات الوطنية القادرة على التنفيذ.
ومع كل تقدم في ملف الطاقة المتجددة، يفترض أن نشيد بوزارة الطاقة والصناعة والثروات المعدنية؛ وإنشائها لمكتب مشاريع الطاقة المتجددة؛ الذي أصبح فاعلاً في تحقيق الأهداف وفق رؤية الحكومة.
توطين وتطوير صناعة الطاقة المتجددة والصناعات المرتبطة بها محلياً، أمر غاية في الأهمية؛ لتحقيق أهداف متنوعة ومنها زيادة حجم الطاقة المولدة محلياً وتنويع مصادرها؛ خفض استهلاك النفط في إنتاج الكهرباء؛ تحقيق كفاءة استثمار الموارد المتاحة؛ استثمار الطاقة الشمسية المهدرة؛ الوفاء بالتزاماتها الدولية؛ وإنشاء قطاع صناعي جديد قادر على خلق مزيد من الفرص الوظيفية والاستثمارية الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، والمحافظة على صحة الإِنسان وسلامة البيئة من خلال خفض الانبعاثات الضارة.
سيشكل مشروع سكاكا للطاقة الشمسية ومشروع دومة الجندل لطاقة الرياح الانطلاقة الحقيقية لمشروعات الطاقة المتجددة؛ وأحسب أن النجاح المتوقع لهما سيعزز من حظوظ التوسع في مشروعاتها مستقبلاً وبوتيرة أسرع؛ وبحجم أكبر؛ يجعل من المملكة مركزاً من مراكز تصدير الطاقة المتجددة؛ إلى جانب مركزها المحوري في صادرات النفط العالمية.