رجاء العتيبي
ما زال الإعلام المعادي ينفخ في حادثة (خاشقجي) ويضرم فيها النار ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً، وطالما أنه معادٍ فلن يسكت ولن يرعوي ولن يهدأ، كل ما في الأمر (انتقام/ ابتزاز)، تنظيم الحمدين ينتقم من المقاطعة التي أفشلت طموحاته التوسعية وحدت من إرهابه وأنهت ربيعه العربي، فيما تركيا (حكومة، وكالة أنباء، صحف) تبتز السعودية بكل ما تملك في ظل انهيار وشيك للعملة التركية وسط تشاؤم يخيم على الاقتصاد يصل لدرجة الكساد.
بعض الصحف الأمريكية ركبت الموجة وباتت أشد ضراوة من المعنيين بالأمر، وهي تفعل ذلك حتى ينتهي التمويل من حكومة قطر، وحتى يتوقف صراعها مع الحزب الجمهوري، لم يعد بعض الإعلام مهنياً، إذا ما عرفنا أن حكومة قطر تدفع بشكل (يسيل له اللعاب)، في وقت يقدر فيه الغربي (الدولار)، فهي بالنسبة لراكبي الموجة فرصة لا تعوض وأظنهم سيضحكون على قطر بعد أن تنتهي الأزمة ويزول تنظيم الحمدين، وسيقول المنتفعون (كم هما أحمقان).
الإعلام المعادي يعرف أن البيان السعودي الأخير حول حادثة (خاشقجي) أجهز على كل تسريباتهم المتناقضة وتصريحاتهم الاستفزازية، ولكنهم مازالوا في (غيهم يعمهون) فالذي يتعمد الإساءة إليك، لا ينفع معه التبرير ولا الحقائق، أدر له ظهرك واستمتع بالحياة.
قالت السعودية في بيانها كل ما يمكن أن يقال حتى حينه، ويمكن الكشف عن أي مستجدات مستقبلاً طالما أن التحقيق جارٍ، قالت ذلك كقضية (جنائية) موقعها المحاكم، وليس السياسة، وهذا ما ألمح إليه وزير الخارجية عادل الجبير في مؤتمره الذي أعقب البيان «نحن ضد تسييس حادثة خاشقجي» وتبعته في ذلك روسيا والبحرين ومصر والكويت والإمارات وكثير من الدول التي تعرف أن الإعلام المعادي يمارس (لعبة سياسية) قذرة، أبطالها رؤساء دول وصحف وقنوات موجهة لا يريدون للقضية أن تنتهي.
السعودية بهدوئها وصدقها وعدالتها تمثل مدرسة عالمية، ضد مدرسة الإرهاب والابتزاز والارتزاق، وصدق الذين قالوا طالما أنك مع السعودية فأنت في منطقة الخير، وطالما أنت مع الإعلام المعادي فأنت في منطقة الشر، ولن يعجزك التفريق، انظر إلى خطاب الطرفين وتفاصيل المحتوى وستعرف الأشرار من لحن القول.
ستنتهي القضية قريباً، وسيوثق التاريخ أسوأ بشر مروا على الكرة الأرضية، كذباً وتدليساً وفحشاً وظلماً وإفكاً، قائمة سوداء أبطالها المحور المعادي، لا يزول تعجبك منهم إلا إذا عرفت أن (الشياطين) تنزل على كلِ أفاكٍ أثيم.