أحمد المغلوث
كنت في دولة الكويت الشقيقة الأسبوع الماضي أيام «الحالة المطرية» في مهمة عمل. وسعدت بوجودي أيام معرض الكتاب الذي هو عرس ثقافي يتجدد.. كل عام كانت الحالة المطرية التي حظيت باهتمام كبير من مختلف الجهات وعلى الأخص وسائل الإعلام نظراً لكونها هذا العام تعتبر حالة استثنائية نظرا لغزارة الأمطار. ومع هذا لم يمنع المطر من أن يشهد معرض الكويت للكتاب حضوراً لافتاً، وإقبالاً كبيراً من عشاق الكتاب والقراءة والاطلاع فلا عجب فالكويت وكما هو معروف سباقة ومنذ عقود باهتمامها بالكتاب والثقافة والمعرفة، وبسعيها الحثيث في نشر ذلك عبر إصدارها مجلات ثقافية شهرية وأسبوعية وكتبًا سنوية وترجمات من لغات عالمية، بعضها تصدره الدولة والآخر القطاع الخاص، ساهمت هذه المجلات وحتى الكتب التي تصدرها الكويت من خلال وزارة الإعلام أو التي يشرف عليها «المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب» هذا المجلس ودوره والرائد والفاعل والمؤثر في نشر الثقافة الفكرية والمعرفية وحتى الفنية ضمن خطط وبرامج تتنامى عامًا بعد عام منذ السبعينات الميلادية. عقود من السعي الحثيث نحو نشر الثقافة والمعرفة والفكر في العالم العربي. من هنا نجد أن «الكتاب» وعلى اختلاف أنواعه ومشاربه، أكان كتابًا أدبيًا أو علميًا أو فنيًا أو حتى يضم الرواية أو القصص. أو الأطالس التاريخية فهو موجود هنا موجود والذي هيأ له «المجلس في هذا المعرض كل الإمكانات من اهتمام ودعم وتشجيع.. وبالتالي حظي بوجود العديد من الأنشطة والفعاليات التي تثري أيامه عبر المنصات المتعددة التي تقدم كل ما من شأنه يساهم في نجاح هذا العرس الثقافي الكبير.. الذي أثار إعجاب رجال الإعلام والثقافة والأدب منذ لحظة انطلاقه يوم الأربعاء الماضي في أجواء ممطرة بالخير والثقافة والمعرفة وليزيد من الاتصال والتواصل ما بين المبدعين والمفكرين ودور النشر وعشاق الكتاب. ولقد أصاب معالي وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري بقوله: (إنه عرس ثقافي) الذي افتتح فعاليات المعرض الـ43 وتحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، وحضر الافتتاح وزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو حيث تشارك دولة فلسطين كضيف شرف في المعرض هذا العام، وتجدر الإشارة إلى أن معرض هذا العام تشارك فيه 17 دولة عربية و9 دول أجنبية وفق مديره الأستاذ سعد العنزي بالإضافة إلى 14 جهة من المنظمات الإقليمية والدوليو12 نادي قراءة، وكعادتها فكان للمملكة حضورٌ لافت في المعرض هذا العام من خلال جناحها الذي يضم أكثر من 10000 كتاب وأكثر من 1000 عنوان تبرز رسالة المملكة وثقافتها وخدمتها للحرمين الشريفين، والمسلمين فضلا عن إبراز ما وصلت إليه المملكة من تقدم ثقافي وعلمي وحضاري في ظل رؤية 2030، والتعريف ببعض الجوانب الثقافية والعلمية في المملكة المختلفة.. وماذا بعد هذا المعرض «العرس» يقف خلفه مجموعة عمل من الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وبمتابعة دقيقة واهتمام كبيرين من قبل سعادة الأمين العام المهندس علي البوحه ونائبه الدكتور بدر الدويش. تحية من الأعماق لهم وللجنود المجهولين في مختلف أجنحة وأقسام وفعاليات المعرض. الذين ساهموا في هذا العرس الثقافي الكبير والمدهش الذي أضاء سماء الكويت بأنوار الثقافة والمعرفة رغم الحالة المطرية والسماء المشبعة بالغيوم والمطر..!