رقية سليمان الهويريني
يوافق يوم 20 نوفمبر يوم الطفولة العالمي تحت شعار «لي حق»، ولك أن تتخيل حين ينطق الطفل بهذه العبارة سواء بلثغته البريئة أو بحروفه المكسرة وكلماته المبعثرة! في حال كان يعيش طفولة مريحة وسط أسرة متماسكة وبيئة نقية!
إن أشد ما يؤلم ويكسر النفس هو أن ترى طفلاً يعاني مرضاً مزمناً أو يقاسي عذاباً مريراً أو يكابد فقراً مدقعاً أو تتكالب عليه المصائب.
ولك أن تتصور أنه منذ عام 2008م بلغ عدد الأطفال الذين أجبروا على الفرار من ديارهم أكثر من 17مليون طفل سواء لاجئين عبروا الحدود الدولية أو نازحين داخل بلدانهم! ويتعرّض الأطفال خلال النزوح لحالات من الاغتصاب والتشويه والتعذيب وحتى القتل.
ولا شك أن آثار الحرب على صغار السن مدمرة لهم ولأسرهم، وهم أكثر فئة تأذياً وتشتتاً وضياعاً، برغم أن الطفل هو الأكثر حاجة لأسرة ومجتمع محلي يوفران له بيئة ملائمة تؤمن له الرعاية والحماية والأمن النفسي؛ إلا أن النزاعات المسلحة تمزِّق شمل العائلات مما يُرغم آلاف الأطفال على إعالة أنفسهم ورعاية أشقائهم الصغار ويصل الأمر لإرغامهم على حمل السلاح!
وما يؤذي النفس هو أن يفقد الأطفال براءتهم، مما ينذر باحتمالية زراعة مستقبلهم بالألغام الموقوتة التي قد تنفجر تباعاً، فأولئك الأطفال ممن أُجبروا على حمل السلاح وخاضوا المعارك القذرة أو تعرضوا للعنف قد يتحولون لحاقدين أشرار بسبب ما نالهم من قسوة وتهديد، أو يصبحون متحكمين برقاب الناس وممسكين بزمام الأمور، لأنّهم عاشوا وسط ظروف القتل والانتقام، ومارسوا إرواء الغرائز العدوانية والهمجية دون أي ضوابط أو رادع، في ظل حرمانهم من الرعاية الأسرية وحنانها، وافتقارهم للعلم والمعرفة والتربية والتوعية المطلوبة. وإن لم تتداركهم عناية الله أو ينقذوا من حماقة تجار السلاح وشراسة المعارك والقتال، وينتشلوا من مستنقعات الحروب؛ فإنهم سيتحولون لأشرار.
وما يجدر بمنظمات رعاية الطفولة والجمعيات المتخصصة هو السعي لتأثيم المس ببراءة الأطفال، وتجريم العبث بصفائها ونقائها، ويضمنوا لهم حق العيش بكرامة وأمن.