كتب - محرر الوراق:
لم تتوقف عبارات الشكر والتقدير والامتنان لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع على قراره التاريخية بالعناية بالمساجد التاريخية في شتى مناطق ومحافظات ومدن وقرى ومراكز الوطن الغالي من جنوبه إلى شماله ومن شرقه إلى غربه مع وسطه، حيث وجه - حفظه الله- بترميم هذه المساجد التي ارتبطت بعقول وقلوب الناس ولم تكن هذه المساجد حاضرة بروحانيتها في القلوب فقط، بل كانت حاضرة في تاريخ هذا الوطن فجاء هذا القرار الكريم مؤكداً أن الأمير محمد بن سلمان صاحب نظرة شمولية في الرقي بهذا الوطن، فهو حاضر في كافة الجوانب التي تنهض بهذا الوطن.
عمر المشاري: عناية بأحب البقاع إلى الله
أما الشيخ عمر المشاري، وهو إمام جامع الداخلة بسدير (محافظة المجمعة) وهي البلدة الأولى في قائمة البلدان التي شملها الأمر الكريم، فيقول: المساجد أحب البقاع إلى الله, ذلك أنَّها تُبنى لإقامة الصلوات الخمس فيها, ومن أوجه عمارتها, تأهيلها وترميمها, وولاة أمر هذه البلاد حرسها الله من أكثر الولاة عمارة للمساجد واهتماماً بها, من حين تأسيسها إلى هذا الوقت, ولقد جاء توجيه ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله- بتأهيل وترميم عدد من المساجد التاريخية, ضمن برنامج إعمار المساجد التاريخية الذي تشرف عليه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد, وإنَّ من أسمى ما يكون من تأهيل تلك المساجد أن يعيَّن لكل مسجد منها إمام ومؤذن وخادم, لإقامة الصلاة المكتوبة فيها, ذلك أنَّ المزارع غالباً تحيط بالبلدان التاريخية, وفيها عمَّال وفلاحون, فيكون ذلك المسجد مسجداً يصلُّون فيه.
وبما أنَّ تلك المساجد وما تحمله من تاريخ, ولكثرة المهتمين بالتاريخ والبلدان, فإنَّه من الأهمية وضع لوحات إرشادية لمن أراد الوصول إليها, ولوحة تعريف بتاريخ ذلك المسجد, ومن تولى الإمامة فيه من القضاة وغيرهم, ومن تولى الأذان فيه, وتاريخ بنائه وما جرى عليه من ترميم, إن أمكن ذلك, ولقد كان نصيب سدير من تلك المساجد التاريخية, جامع بلدة الداخلة التاريخي, وجامع التويم التاريخي.
أما عن جامع بلدة الداخلة فقد كُتب عنه كثيراً, سواء في الصحف أو المجلات أو الدراسات المتخصصة, ولصفحة الوراق بصمة واضحة في بيان ذلك, عبر مقالات متعددة.
أما عن تاريخ بناء جامع الداخلة التاريخي, فإنَّه بُني من عدة قرون, وهو من أقدم المساجد في سدير, ولم أقف على تاريخ محددٍ لمن أسَّسه, ولا من بناه, لعدم وجود أي وثيقة حسب علمي تدل على ذلك, وكلُّ ما كُتِب في ذلك من مقالات أو نُشر في كتب, فإنَّه لم يؤيد بوثائق, فلا يُعتمد عليه, كما أنَّ على المهتم بالتاريخ, ممن يكتب بحوثاً أو دراسات أو مقالات أو كتب تتعلّق بالتاريخ عموماً, أن يعتني بالتوثيق, ووضوح العبارة, ودقة ما تدل عليه ألفاظه, لأجل أن يفهم المراد, وحتى يكون كلامه مقبولاً تطمئن إليه نفس القارئ.
إنَّ تأهيل وترميم المساجد, لأجل الصلاة فيها, هو من إعمار المساجد, قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [التوبة: 18] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ بَنَى اللهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ مِثْلَهُ) أخرجه مسلم.
وختاماً أتقدم بالشكر لمقام ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله- على توجيهه بتأهيل وترميم المساجد التاريخية, لتصبح آهلة بالمصلين, عامرة بذكر الله تعالى, وأسأل الله أن يحفظ بلادنا وأن يوفق ولاة الأمور لما يحب ويرضى, وأن يرزقنا شكر نعمه.
فاطمة الملا: لم نستغرب هذا التوجيه الكريم
وبدورها قالت الأستاذة فاطمة بنت عبدالرحمن الملا مديرة وحدة تطوير الموارد البشرية بتعليم الأحساء، والناشطة الاجتماعية: للمساجد مكانة عظيمة عند المسلمين لاقترانها بركن عظيم في الإسلام وهو الصلاة، وهناك فضل عظيم لبناء المساجد وتشييدها ورعايتها والحفاظ عليها.
ولكون المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين أطهر بقاع الأرض أولت اهتمامها إلى العناية بالحرمين الشريفين منذ قيام الدولة السعودية الثالثة وحتى الآن.
وليس بالمستغرب ما أصدره الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - ولي العهد محمد بن سلمان، نائب رئيس الوزراء، وزير الدفاع، مؤخراً من توجيهات عاجلة بشأن المساجد في المملكة العربية السعودية.
والتي تنص على تأهيل وترميم 130 مسجداً تاريخياً في مناطق المملكة، ضمن «مشروع محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية».
عليه أتقدم بالشكر والامتنان لسموه على هذا التوجيه وتضمين مسجد من المساجد التاريخية في الأحساء وهو مسجد أبوبكر بحي الكوت التاريخي بالمحافظة.
الدخيل: مسجد الزرقاء أثرته فيه الرياح والأمطار، فالتفت إليه ولي العهد
ومن المساجد التي وجه ولي العهد بترميمها مسجد الزرقاء بثرمداء وقد تحدث عن هذا المسجد من ناحية تاريخية وعمرانية ابن ثرمداء الأستاذ سعد الدخيل، وكان من ضمن سرده التاريخي أنه: مسجد مبني من الطين، بأعمدة حجرية، يزينها الجص الأبيض من الأعلى والطين من الأسفل، وفي أعلاها أخشاب الأثل التي تغطي السقف.
هذا المسجد الأثري الذي سمي باسم مزرعة للنخيل بجانبه كان اسمها الزرقاء فأطلق عليه مسجد الزرقاء، هذا المسجد العتيق بُني في عهد الإمام فيصل بن تركي، ويعتبر حالياً من أبرز المعالم الأثرية في مدينة ثرمداء وأعيد بناؤه مرة أخرى في عام 1375هـ على نفقة الملك الراحل سعود بن عبدالعزيز - رحمه الله- من الطين واللبن ولا يزال يحتفظ ببنائه وجماله منذ ذلك التاريخ، وبقي على حالته التراثية السابقة، وفيه «الخلوة» وهي منطقة تحت الأرض تعرف حديثاً بالقبو يصلي فيها الناس قديماً في الأيام الشاتية الباردة، ولا تزال قائمة إلى اليوم، كما أن البئر القديمة التي تمده بالماء لا تزال على حالها منذ مئات السنين في مكان ملحق بالمسجد يسمى «مسقاة المسجد» وهي المنطقة الخدمية لمن أراد الوضوء أو شرب الماء أو الاستحمام.
ويضيف الدخيل: وقد تأثر مع الزمن بفعل الرياح والأمطار وغيرها فانهدمت بعض جدرانه وتصدع بعض بنيانه فقام المواطن محمد بن عبدالكريم الشعلان وساعده في ذلك ابنه خالد بترميمه عام 1427هـ وترميم الخلوة فيه ليبقى شامخاً وشاهداً على جودة البناء وعراقة التخطيط والتنفيذ.
تعاقب على إمامة مسجد الزرقاء عدة أئمة منهم عبدالكريم بن مدلج وسعد بن إبراهيم بن حجي الذي تولى إمامته مدة طويلة حتى عُرف المسجد باسمه، ففي بعض الوثائق يكتب مسجد بن حجي بدلاً من مسجد الزرقاء وقد توفي عام 1286هـ ثم جاء بعده عبدالعزيز بن إبراهيم بن حجي الذي توفي عام 1303هـ ثم عمر بن يوسف (بن يوسف غير آل يويسف) وحفيده المرحوم خالد بن محمد بن عمر اليوسف مذيع التلفزيون السعودي - رحمه الله - ثم جاء بعده إبراهيم بن عبدالله العنقري تلاه في الإمامة عبدالرحمن بن محمد بن مقرن ثم إبراهيم بن عبدالرحمن العنقري وكان آخر إمام له هو الشيخ عبدالله بن حامد الحامد الذي توفي في 1 ربيع الأول من عام 1434هـ.
الباحث نايف آل نمرة: ابتهجت أربع مرات
ومن أبناء منطقة نجران إحدى المحطات المهمة التي شملت أحد مساجدها توجيهات ولي العهد الكريمة، كانت لنا وقفة سريعة مع الباحث الأستاذ نايف بن مصلح آل نمره، حيث قال: المساجد هي بيوت الله تعالى وأحبها إليه لقدسيتها ولطهارتها فيها يتم عبادة الخالق عزَّ وجلَّ وتسبيحه وتوحيد الصفوف وتراصها بدون خلل أو اعوجاج، ومن هنا فقد أمر ديننا الإسلامي باحترام بيوت الله ونظافتها وتقديس هذا المكان للذكر والصلاة والتسبيح والتهليل، وبالأمس حينما سعدنا بتوجيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد بتأهيل وترميم 130 مسجداً تاريخياً ضمن برنامج إعمار المساجد التاريخية ابتهجت أربع مرات الأولى كوني مسلماً، أجد من حكومتي العناية بالمساجد، والثانية كوني سعودي من هذه البلاد الطاهرة، والثالثة كوني من أبناء منطقة نجران العراقة والأصالة والتاريخ والتي كانت حاضرة في توجيه سمو ولي العهد، وفي مرحلته الأولى، والرابعة كوني آثارياً أعشق علم الآثار، وأقدر كثيراً مثل هذه الخطوة التي تعني الكثير للباحثين في هذا المجال.
ويضيف آل نمره: خطوة مهمة انتظرناها لأهمية وتأهيل المساجد التاريخية لتوعية المجتمع أكثر بتاريخ البلد وآثاره - بعض النظر طبعاً عن قدسية المكان - فبلادي لديها كل مقومات النجاح ومع محمد بن سلمان لا مستحيل - كل الشكر والتقدير والعرفان لهذا القائد الحكيم).