إن من سنن الله عز وجل أن هذه الحياة لا تدوم ولا تصفو لأحد مهما كان، يتقلب المرء بين أفراحها وأحزانها، يذوق من حلوها ومرها، والسعيد من وطن نفسه لذلك وأدرك أن لا عيش هنيئاً إلا عيش الحياة الآخرة.
والمصائب يبتلي الله بها جميع البشر امتحاناً وابتلاء على صبرهم، فهنيئاً للصابرين {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إذا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إليه رَاجِعونَ}.
الموت حق وهذه سنة الله في خلقه، ولكن فقدان الأحبة والكبار والعظام والمخلصين له تأثير كبير على النفس، ونحن نفتقد زوجة الأستاذ عبدالله بن ناصر العجلان والدة خالد وناصر وعادل العجلان.
فإن الموت حق، والنفس المطمئنة ترجع إلى ربها راضية مرضية مطمئنة، حيث انتقلت إلى رحمة الله يوم الثلاثاء 5-3-1440هـ وقد صلي عليها في مسجد الملك خالد بأم الحمام بالرياض بعد صلاة ظهر يوم الثلاثاء الموافق 5-3-1440هـ ودفنت في مقبرة عرقة بالرياض.
إن الموت حق وكلنا سائرون في هذا الدرب ولكن خير البشر منا من تبقى ذكراه الحسنة بأفعاله وأعماله الصالحة الخيرة النبيلة وهكذا كانت طرفة محمد المرشد طيب الله ثراها.
فالحديث عن خصال ومحاسن ومزايا الفقيدة الراحله عنا يحتاج إلى صفحات كثيرة لذكرها، أقول: إننا فقدنا امرأة عطوفة شفوقة بارة لا تعوض، وفقدنا إنسانة قلّ أن يجود الزمان بمثلها.. إنني مهما قلت وكتبت فلن أوفيها جزءاً يسيراً من حقها، إنها رمز للوفاء والشهامة والكرم ونبراس لمساعدة الفقراء والمساكين والمحتاجين وحبيبة مقربة من الناس وعاشقة لأعمال الخير لا تبحث عن سمعة أو رياء تعمل الخير ولا تريد إلا جزاء رب العالمين. باختصار امرأة متواضعه بشوشة حسنة الأخلاق والسيرة ويصدق عليها قول الشاعر:
كريم متى أمدحه أمدحه والورى
معي وإذا ما لمته لمته وحدي
عاشت حياتها في بيت صلاح وتقى وعبادة وكرم وكانت إنسانة متواضعة لطيفة وأختاً للكبير وأماً للصغير.. وهي المرأة التي أود أن أسطر بعض كلمات الوفاء والعرفان بحقها ولا أظنها ستفي فهي ليست إلا جهد المقل.
عرفت دائماً بأنها حكيمة كبيرة الهمة صريحة صدوقة، نعزي فيها أنفسنا ومن فقدها ممن عرفها حق المعرفة وجميع أسرة آل المرشد وأخص بالعزاء زوجها الأستاذ عبدالله بن ناصر العجلان وأبناءها الأستاذ خالد والأستاذ ناصر والأستاذ عادل وأخوانها الأستاذ عبدالعزيز المرشد وأخواتها وجميع أسر آل المرشد في الرياض وخارج الرياض رجالاً ونساءً وبالأخص الأستاذ هشام بن عبدالعزيز المرشد وذويها وجميع محبيها وجيرانها، سائلين الله أن يلهمهم جميعاً الصبر والسلوان ويرحمها الله رحمة واسعة ويرفع درجاتها يوم تلقى ربها وأسكنها فسيح جناته وعوض الجميع خيراً..
وإنا الجميع على فراقك يا أم خالد لمحزونون..
** **
- د. فهد بن عبدالرحمن السويدان