تبوك - عبدالرحمن العطوي:
تعتبر منطقة تبوك التي أكملت هذه الأيام استعداداتها لاستقبال خادم الحرمين الشريفين في زيارته للمنطقة تعتبر ذات موقع جغرافي متميز بحكم إطلالتها من جهة الغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بشواطئ بحرية طويلة.. وقد ساعد ذلك الموقع في نشوء عدد من الموانئ الصغيرة والمتمثلة في أملج وضباء والوجه. وتقوم هذه الموانئ بدور اقتصادي جيد في المنطقة بشكل خاص واقتصاد المملكة بشكل عام، كما أن لمنطقة تبوك حدودًا مع الأردن ويربط بينهما طريق أسفلتي دولي يصل ميناء العقبة الأردني بمدينة تبوك مرورًا بمدينة حقل وصولاً إلى المدينة المنورة. بالإضافة إلى الطريق الذي يربط عمان بتبوك مرورًا بمعان ثم حالة عمار. وتمتد منطقة تبوك من الشمال إلى الجنوب مسافة تزيد على 580 كم، كما تمتد من الشرق إلى الغرب مسافة تزيد على 480 كم تقريبًا. وبهذا الامتداد تغطي مساحة تصل إلى نحو 134354كم. وبهذه المساحة تحتل المرتبة الخامسة بالنسبة إلى مناطق المملكة العربية السعودية.
تاريخ منطقة تبوك
يعود تاريخ هذه المنطقة إلى ما قبل الميلاد بـ500 سنة وكانت تعرف باسم (طابو) يوم كانت هي ومدينة العلا عاصمة للعيانيين ويعتقد أن منطقة تبوك (أرض مدين). (دادان) التي ورد ذكرها في الكتب السماوية. وليس أدل على الحقب والأحداث التاريخية التي مرت بها الدول التي قامت فيها من غنى المنطقة بالآثار التاريخية التي يعود بعضها على ما قبل ظهور الإسلام وبعضها إلى ما بعده، وقد كانت ممراً للقوافل التجارية العابرة من الجنوب إلى الشمال. قال رسول الله: «يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملأ جناناً» (صحيح مسلم).
سبب تسمية «تبوك»
هناك أكثر من رأي في سبب تسمية تبوك بهذا الاسم، ولكن من الثابت أنها كانت معروفة من قبل بعثة الرسول حيث قال لأصحابه وهم في طريقهم إلى غزوها بقيادته: (ستأتون غداً إن شاء الله عين تبوك وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار فمن جاءها منكم فلا يمس ماءها شيئاً حتى آت). ويقال أن أصل التسمية هو كلمة (Tabu) أو (Taboo) وهي كلمة لاتينية تعني المكان المنعزل نظراً لأن تبوك كانت منعزلة عن شبه الجزيرة العربية شمالاً وعن بلاد الشام جنوبًا.
وقد اشتهرت في المصادر بغزوة تبوك وبعينها التي فجرها الرسول عندما عسكر بها.. ومسجدها الذي ينسب إلى الرسول الكريم ويسمى مسجد التوبة وهو من المساجد التي بناها عمر بن عبدالعزيز في العصر الأموي بالحجارة المنقوشة. وفي العهد الإسلامي بدأ يظهر ذكر تبوك ضمن الحديث عن غزوة تبوك أو غزوة العسرة التي قادها المصطفى لمحاربة الرومان. بعد هذه الغزوة أصبحت تبوك من أهم مناطق الدولة الإسلامية وبقيت ثغراً مهماً للجزيرة من جهة بلاد الشام.
المساحة
يبلغ إجمالي عدد سكان منطقة تبوك (910.030) نسمة، ويقدر عدد المواطنين السعوديين بـ (722.664) نسمة، بينما يقدر عدد السكان الغير سعوديين بـ(187.366) نسمة، بحسب تقرير الهيئة العامة للإحصاء لعام 1438هـ (2017م). وقد جرى خلال العام الماضي إحصاء لعدد السكان فيما تشير الأعداد لتجاوز المليون نسمة وتبلغ مساحة منطقة تبوك 117.000 كيلو متر مربع. وتمثل حوالي 5 % من مساحة المملكة.. أما مساحة مدينة تبوك فتبلغ 30.000 هكتار، وتعتبر تبوك بوابة الشمال للمملكة العربية السعودية بحكم حدودها مع الأردن.
آثار تبوك
«قلعة تبوك».. تقع داخل تبوك أعيد بناؤها في عصر السلطان القانوني سنة 967 هـ وتدعى أيضًا (منزل أصحاب الأيكة) الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم، ويقدر عمر القلعة بحوالي ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة وجدد بناؤها عدة مرات، وقد جددت عام (1062 هـ) ثم جددت آخر مرة على أيدي هيئة الآثار والمتاحف بوزارة المعارف. ويوجد في القلعة من الداخل فناء به بئر وغرف نوم في الجهة الجنوبية والشمالية وبها مصلى بالدور الأول والثاني.
مسجد التوبة
ويدعى أيضاً (مسجد رسول الله -صلى الله علية وسلم-) وذلك أنه صلى الله عليه وسلم قد أدى الصلوات بضعة عشر ليلة خلال (غزوة تبوك) المعروفة، وقد بني المسجد بادئ الأمر، من الطي وسقف بسعف النخل، ثم جدد بناؤه بأمر من جلالة الملك فيصل -رحمه الله- لدى زيارته له، وكان البناء الجديد قريباً في مواصفاته من المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة.
محطة سكة عين الحجاز
وهي إحدى محطات الخط الحديدي الحجازي الذي كان يمتد ما بين المدينة المنورة ودمشق، والذي دمر أيام الحرب العالمية الأولى. تعتبر من المحطات الرئيسية المكونة من مجموعة من المباني داخل مدينة تبوك حيث وصل أول قطار لها عام 1906 هـ، ولقد تم ترميمها أخيراً لتكون معلماً من معالم المنطقة.
عين السكر
تعتبر عين السكر أقدم عين في تبوك وكانت المصدر الوحيد لسقيا الزراعة في تبوك، وكانت عين السكر قبل 130 عام، وقد قيل أن الرسول أقام عليها بضع عشرة ليلة وشرب منها وأصحابه، وقد كانت ذات ماء قليل حتى غسل رسول الله فيه وجهه ويديه، فجرت العين بماء كثير فاستقى منها الناس ثم قال: «يوشك يا معاذ إن طالت بك الحياة أن ترى ما هاهنا قد مليء جناناً « وهي تقع في الجهة الجنوبية الغربية من قلعة تبوك.
أمراء منطقة تبوك
الأمير محمد بن عبدالعزيز الشهيل (1344 هـ - 1349 هـ).
الشيخ عبدالله بن سعد القنب (1349 هـ - 1350 هـ).
الأمير عبدالله بن سعد السديري (1351 هـ - 1354 هـ).
الأمير سعود بن هذلول بن ناصر آل سعود (1355 هـ - 1356 هـ).
الأمير مساعد بن سعود بن عبد العزيز آل سعود (1357 هـ - 1369 هـ).
الشيخ سليمان بن محمد بن سلطان السلطان (1369 هـ - 1369 هـ).
الشيخ عبدالرحمن بن محمد المحارب (1369 هـ - 1370 هـ).
الأمير خالد بن أحمد السديري (1370 هـ - 1374 هـ).
الأمير مساعد بن أحمد السديري (1374 هـ - 1392 هـ).
الأمير سليمان بن تركي بن سليمان السديري (1392 هـ - 1400 هـ).
الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود (1400 هـ - 1406 هـ).
الأمير ممدوح بن عبدالعزيز آل سعود (1406 هـ - 1407 هـ).
الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود (1407 هـ - حتى الآن).
محافظات منطقة تبوك
تتألف منطقة تبوك من مدينة تبوك وهي عاصمة المنطقة ومقر الدوائر الحكومية الرئيسية بالمنطقة ومقر إقليمي للدوائر الحكومية والمحافظات التابعة لها وهي:
- محافظة تيماء: وكانت تابعة لإمارة حائل قديماً ثم أصبحت تابعة لتبوك في الوقت الحاضر وتبعد عن تبوك 260 كيلومتر.
- محافظة ضباء: تقع على البحر الأحمر وتبعد عن تبوك 180 كيلو متر وبها ميناء ضباء التجاري.
- محافظة الوجه: وتقع جنوب ضباء على البحر الأحمر وتبعد عن تبوك 350 كيلو متر.
- محافظة حقل: تقع على رأس خليج العقبة بالقرب من مدينة العقبة الأردنية وتبعد عن العقبة 17 كيلو متر وعن تبوك 250 كيلو متر وهي مدينة جميلة ومقصد للزوار.
- محافظة أملج: وتقع على البحر الأحمر قريبا من مدينة ينبع وتبعد عن تبوك 520 كيلومتر.
- محافظة البدع: واسمها التاريخي مدين لوجود آثار قوم نبينا شعيّب وتتميز البدع في احتضانها آثار أقوام متتالية منذ القدم وتعتبر البدع دليل تاريخي وأثري مهم, تقع البدع قريباً من البحر الأحمر حوالي 30 كم على خليج العقبة.
ويتبع منطقة تبوك 71 مركزًا إداريًا في القرى والبلدات المتوسطة بمحافظاتها.
تراث وثقافة
- الدحية: هذا اللون الذي نجده في الجزء الشمالي والشمال الغربي على حد سواء إلا أنه يختلف قليلاً من حيث الرتم الموسيقي بين خذين الجزءين ولون الدحية والذي يطلق عليه المهتمين بفن التراث الشعبي (أنفاس الفرسان) يؤدي بشكل جماعي إذا يشكل مؤدوه صفين متقابلين ويقف الشاعر بوسط أحد الصفين لينشد قصيدته المغناة والتي تشبه في اللحن.
لون الهجيني: المعروف لدى القبائل على امتداد جزيرة العرب إلا أن هذه المنطقة فاقت بقية المناطق في افراز شعراء هذا اللون.
- اللال: يتميز بلحنة الحزين وهو أصله تبوكي.
- الرفيحي: هذا اللون المميز من الألوان الشعبية الشائعة في منطقة تبوك وتحديدًا في المحافظات الساحلية والرفيجي فن يؤدى في المناسبات وله ألحان عديدة وغالباً ما يؤدي بمصاحبة الطار، يتميز بأدائه أبناء المحافظات الساحلية بالمنطقة ويشبه في غالب ألحانه شعر المراد (بالقلطة)، حيث يقف بأدائه شاعرين بين صفين من الرجال يقول الشاعر الأول بيتين من الشعر المغنى، ويرد عليه الآخر ببيتين مماثلين في الوزن والقافية. وقد قال عنها أحد الدارسين بألوان فنون التراث الشعبي بأنه الإرث الفني الأشمل والأجمل في المنطقة.
- الريحان: هذا اللون يشبه إلى حد بعيد لون الرفيحي فهو يؤدى بشكل جماعي.
- الخبيتي: وهو لون الخبيتي المعروف في المنطقة الغربية هذا اللون الشعبي يؤدى في الجنوب من المنطقة الشمالية الغربية وغالباً ما يؤدى من أبناء الساحل المجاورين للمدينة المنورة وهو أكثر شهره في مدينة ينبع.
- السامري: وهو لون السامري المعروف لدى أبناء الجزيرة العربية ولا يختلف أداؤه ولحنه عما عرف في السابق ويستخدم به الطار لإضفاء إيقاعه المميز وله ذيوع وشهرة في محافظة تيماء.
- السمسمية: فن السمسمية فن متميز تعرفه العامة فهو لحن الساحل الغربي من أقصى جنوبه حتى شماله وقصائد السمسمية نجدها دائماً ذات مدلول ومعنى عميق، وغالباً ما تستخدم السمسمية لتجسيد ألحان القصائد البحرية التي يتغنى بها البحارة أثناء الصيد للترويح عن أنفسهم.
- الربابة: ويغني عليها ألحان القصائد النبطية وأجمل ما يغنى على الربابة من ألوان أو بحور الشعر النبطي لون المسحوب وقد اشتهر الكثير من أبناء الجزيرة العربية بالغناء والعزف على الربابة في العصر الحديث.