يحيا الكبار وأصحاب الهمم بمآثرهم ومثلهم ومنافعهم في قلوب وعقول وضمائر من وعي أثرهم وعاش مبادئهم ولمس إنجازاتهم، والتاريخ يصنعه القليلون ويكتبه الكثيرون ويقرأه ملايين البشر يخلد من يستحق ومن هؤلاء سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان.
سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، أنت من تسنّم دفة قيادة بلادنا في مرحلة يعيد فيها العالم النظر في ثوابته. واقتحمت فيه الشرعية الدولية خصائص الدول والأوطان، وتجاوزت حواجز الجغرافيا والخصوصية الثقافية بحجة فورية حركة رأس المال والسيل العارم من تدفق المعلومات. فكنت سلمان القوي بحكمه، الحازم برحمة، الوفي لخدمة دينه وشعبه، ولم تزدك الأوضاع وتقلباتها إلا توهجاً وصفا. أنت زعيم إنقاذ ومواجهة حازمه، وشجاعاً في مرحلة تفتقد إلى مثل هذه الزعامة القوية. أنت -حفظك الله- من اتخذ قرار عاصفة الحزم لتكون الصفحة الأولى من دستور الكرامة والإباء، وليكون تحت مظلة دولتنا الرشيدة تحالف عربي من (12) دولة، ثم تجاوزت ذلك إلى البعد الإسلامي بتشكيل التحالف الإسلامي من (35) دولة. وقد برهنت الأيام المولودة من رحم الاعتداءات المتتالية على هذه المنطقة أن للمملكة مكاناً مرموقاً ومشاركة مؤثّرة لإنشاء التحالفات التقليدية ووضع الأسس للتعاون الجديد في محيط الإقليم والمنطقة والعالم. سيدي خادم الحرمين أربع سنوات مضت ونحن في انتظار هذه الزيارة الميمونة، أعوام أربع تنيرها أعمالك الخالدة لسعادتنا. رخاء، ازدهار، تطور وطن، وأمن مواطن.
ومنطقة تبوك هذه الأيام يسودها شوق عارم للقاء القائد المظفر، فأهلاً بملكنا المقدر من العناية الإلهية لحكم هذه البلاد. يا سيدي أنت النموذج الصادق لأبرز صفات شعبك ومزاياهم والمشارك لهم بمشاعرهم والمتفضّل بتحقيق ما يختلج في نفوسهم وضمائرهم. وها أنت تحن على أبناء شعبك وتبذل الجهد الكبير من وقتك وصحتك وراحتك للقيام بجولات متتالية على مناطق المملكة وتضخ المليارات على المشاريع لسعادة ورفاهية أبناء هذه المناطق. فلا غرو يا مولاي أن يبتهج أبناء شعبك بمقدمك وهم يلهجون بدعاء المولى أن يحفظك وقلوبهم تبايعك بشغفها مبايعة سداها ولحمتها الولاء التام، والإخلاص العام، والحب العميق. يا خادم الحرمين أنت من عرف أن الرجل بشعبه ولأمته، فالعلاقة بين القائد وأمته كالعلاقة بين القلب والشرايين أخذ وعطاء وتعاون منتظم يوقر فيه العافية ويستديم الحركة والعمل.
يا خادم الحرمين لقد أوتيت محاب القلوب، وطواعية النفوس، فلك في صدر كل مواطن مكانه وأبناء منطقة تبوك في استعداداتهم اليومية لاستقبالك يعبرون عن هذه المعاني التي تجول في كل خاطر حتى يكون استقبالك رائعاً. إنهم يهتفون من الأعماق يعيش الملك سلمان زعيماً ملهماً يسير بأمته هادفاً، هادئاً، موفقاً في كل خطوة يخطوها، قائداً للمملكة في منهج سياسة الحزم الواعية المدركة المستقرئة لتجارب الآخرين مع رؤية مستقبلية لمستجدات لا ينبغي أن تغيب عن البال بحيث يمكن قراءتها من إرهاصات الحاضر ووقائع الأمس القريب.
إن العواطف التي تسوق الناس في مثل هذا اليوم لاستقبالك على كافة المستويات ستجعله استقبالاً روحياً طبيعياً منبعه الحب والإعجاب وفيه معنى أسمى من ذلك، وهو شعور كل مواطن بأنه يستقبل فرعاً منه وعزيزاً من أهله، فعلى الرحب والسعة يا خادم الحرمين وهنيئاً لنا أبناء منطقة تبوك وجود الملك سلمان وولي عهده بيننا، وهنيئاً لنا جميعاً حب خادم الحرمين وولي عهده لنا. فأهلاً بك أدام الله مُلكك محفوفاً باليمن والسعد.
** **
لواء متقاعد/ عبدالله بن كريم بن عطية - عضو مجلس منطقة تبوك