كوثر الأربش
هذا ما سيحدث، ويأتيك بالأخبار من لم تزوِّدِ.
لستَ بحاجة لادعاء معرفة الغيب، يكفي أن نعطي الأمر حقه من العقلانية، لندرك حقيقة زوال الحوثي، وهو لم يبدأ بعد، لم يبض ولَم يفرخ. أسباب عدة تجعل ما أقوله هنا متوقعاً للغاية.
- يستخدم الحوثي مسوغات لوجوده، منتهية الصلاحية. تعتبر في هذا التوقيت مغبرة وقديمة. فيما الحياة تتحرّك بسيولة وتدفق عمودي للأعلى. فكر - مثلاً- في المنتجات أو الشركات التي لم تصمد أمام التجدد المذهل، والحركة المتسارعة في الحداثة. كلنا تابعنا ما حدث عندما حاصرت قوات الشرعية والتحالف الحديدة الأسبوع الماضي، لقد فرّ أفراد الحوثي وجنوده من المعركة، وتركوا عبدالملك الحوثي يحمل ثقل تبرير ذلك الهروب الغامض من أرض المعركة، يحمله وحيدًا وبائساً. لقد هرب الجنود لأنهم ببساطة لم يؤمنوا به، لم يؤمنوا بدولته، ولا مسوغاتها الخرافاتية.
الإيمان قوة، تهبك الجلد والصبر وبأس التحدي.
في الأزمان القديمة، كان بعض الشعوب يعتقدون أن خسوف القمر يحدث لأن ذئبًا ضخمًا حاول التهامه. قبل أن يضع العلم تفسيرًا رياضيًا لتلك الظاهرة الكونية، الطبيعية حقًا. تخيل أن يخرج رجل في هذا الزمان، ويخبر من حوله، أن هناك حيواناً مفترساً حاول أن يقضم القمر. سيكون هناك إجماع كوني، على جنونك. لن يصدّقك سوى ضعاف العقول، والمعزولين، وأصحاب المطامع. وهذا ما يحدث، حرفيًا، الْيَوْمَ، عندما خرج لنا هذا «الحوثي» وقال عن دولة، عن نبوءات مستقبلية، عن خرافات، عن خطاب مظلومية بائت، وفاسد، ونبتت عليه الطحالب.
لقد انتشر فيديو لأحد القادة الحوثيين مقتولاً بيد قوات التحالف، وجدوا سحراً وشعوذةً معلقةً على رقبته، ومغلقةً بإحكام. أي دولة يمكن أن تقوم على الخرافة والشعوذة والسحر.
- الحكومات الثيوقراطية إما أنها لا تنجح، أو أنها لا تصمد طويلاً.
إيران والإخوان في مصر، وأردوغان الذي استخدم الإسلام للفوز بالانتخابات ثم انقلب للعلمانية فورًا. السلطات التي يحكمها المرشد الأعلى أو رجال الدين لا تحقق نصرًا. رغم ضرورة قيام الدول على دستور عادل، ولا سيما دستوري القرآن والسنة. إلا أن رجال الدين لم يثبت لهم في التاريخ نصر حين يتسلّمون السياسة. لبنان أنموذجًا. حين استبد نصر الله على لبنان، بقيت لبنان دون رئيس لفترات طويلة، وحصدت الكثير من الخسائر التنموية والاقتصادية والسياسية أيضًا. وهذا هو الطريق التي يسير فيها عبدالملك الحوثي. وهو منته للفشل لا محالة.. والأيام ستثبت ذلك.