د. جاسر الحربش
العنوان مقتبس من مقال الزميل عبد الله بن بخيت في صحيفة الرياض، الأربعاء 14 - 11 - 2018م، الجملة صادقة بالمطلق كإجابة عن أحد أهم الأسئلة العربية عن التخلف. لا يجوز استمرار الاختفاء خلف الادعاءات المكرسة للجهل والتخلف بسبب تشبث العقليات المستفيدة من الجهل والتخلف. هذا فيما يخص ربط التخلف بأصحابه، ولكن بقدر ما كان مقال الزميل عبد الله صادقاً في النصيحة، إلا أنه حسب رأيي المتواضع جامل في حصر أسباب تقدم العقلية اليهودية فيما ذكره وعلل به في المقال.
لا أفوت مقالاً للزميل عبد الله، لأنني أستفيد وأستمتع بقراءة مقالاته وبأسلوبه الساخر الجاد، كما تهمني متابعة التحول البراجماتي في أفكاره من مرحلة المناطحة فيما كان ومضى إلى المزج بين المصارحة والمصالحة فيما هو آت وكائن. أنصح بقراءة المقال للاستفادة من موضوعيته فيما يخص أسباب الإنجازات الهائلة للعقلية اليهودية التي انسجمت مع الحضارة الغربية وقبل ذلك مع الحضارة الإسلامية، ولكن مع الحرص على التفكير الأعمق ووجوب طرح الأسئلة.
الأسئلة كثيرة حول التفوق اليهودي الواضح وأساهم هنا ببعضها فقط. سؤال.. لماذا تعرضت التجمعات والجيتوهات اليهودية تاريخياً، مراراً وتكراراً في أكثر الدول المسيحية لما تعرضت له من انتكاسات جعلت أحد الحقوقيين اليهود الكبار (نورمان فينكلستين) يطرح على قومه تهمة المتاجرة بالهولوكوست لتبرير العنصرية ضد الفلسطينيين والعرب واستعداء العالم عليهم؟.
سؤال : هل سهولة الانسجام (المتقطع) للأقليات اليهودية في المجتمعات المسيحية بوجود الأصل الديني المشترك بين العهدين القديم والجديد يمكن أن يحدث مثيله في الانسجام والقبول لأصحاب ديانات أخرى كالإسلام مثلاً، أم أن المواقف المبدئية نفسها عند الطرفين تختلف لأسباب تاريخية تدرس في المناهج المدرسية؟.
سؤال : كيف نفهم عنف الدولة الإسرائيلية حقوقياً ومعيشياً وجغرافياً ضد الفلسطينيين العرب والدروز، بحيث وصل العنف إلى فرض التعريف بالدولة الدينية اليهودية لليهود فقط ويصبح مثبتاً في الدستور، باعتبار الدروز والعرب من مواطني الدرجة الثانية والثالثة في التشريع الإسرائيلي.
سؤال : هل التزايد الملحوظ في انتقاد البرلمانات الغربية (النرويج والسويد وبريطانيا وإيرلندا) وفي الجمعيات الحقوقية للعنصرية الإسرائيلية سببه انكشاف المخفي المموه بسطوة الإعلام المحتكر قبل انفجار السوشيال ميديا؟ وهل تزايد ما يسمونه معاداة السامية مجرد ظواهر شعبوية قومية في المجتمعات الغربية بما يشمل الولايات المتحدة الأمريكية، أم أنه نذير تكرار لسوابق تاريخية لأسباب متكررة؟.
وسؤال أخير : لماذا تمنع السلطات الإسرائيلية الحقوقيين اليهود الغربيين من كبار أساتذة الفلسفة والاجتماع والاقتصاد من دخول فلسطين لإلقاء المحاضرات وطرح الأسئلة؟. لقد طرح الزميل عبد الله موضوعاً شيقاً استعرض أسباب نجاح العقلية اليهودية وفتح الباب للكثير من الأسئلة المتوجبة؟.