د. أحمد الفراج
امتدادًا للحديث عن الحرب الإعلامية الشرسة على الرئيس ترمب، يحسن التأكيد للمرة العاشرة ربما، على أن استهداف المملكة هو جزء من هذه الحرب، فاليسار الأمريكي، المعادي للجمهوريين عموماً، ولترمب على وجه الخصوص، ومعه حلفاؤه في أوروبا، مثل الرئيس ماكرون في فرنسا، وانجيلا مركل في ألمانيا، ونظام الملالي في إيران، والحمدين في قطر، أصيبوا بنكسة كبرى، بعد أن قلب ترمب الموازين في انتخابات 2016، وجندل وريثة باراك أوباما، هيلاري كلينتون، فقد كانوا على يقين بأنها ستفوز بالرئاسة، وتواصل سياسات أوباما الكارثية، سواء تعلّق الأمر بدعم فوضى الشرق الأوسط، أو دعم تنظيمات الإسلام السياسي، السنية والشيعية، أو بالتقارب مع إيران على حساب دول الخليج العربي!
إذا الحرب على ترمب والمملكة ليست جديدة، فهي بدأت مع فوز ترمب بالرئاسة، ويتم تبادل الأدوار فيها بشكل عجيب، فما تنشره المواقع الإلكترونية الغربية المدعومة من قطر، تنقله قناة الجزيرة، على أنه سبق صحفي غربي! والكاتب الغربي، الذي يكتب في الواشنطن بوست أو النيويورك تايمز، بإيعاز من لوبيات قطر وإيران، تستضيفه الجزيرة كصوت غربي محايد! ومن الطرائف أن عضو الكونجرس السابق، ران بول، الذي يهاجم المملكة ليل نهار، متهماً إياها بانتهاك حقوق الإنسان، يظهر ضيفاً رئيساً على شاشات الجزيرة، لينظّر عن الحريات وحقوق الإنسان! لكنه يحذّر من التطرق لكل شأن قطري أو إيراني، وربما أن هذا منصوص عليه في عقده مع القناة، وغني عن القول إنه لا أحد يستطيع منافسة قطر، عندما يتعلّق الأمر بإنفاق أموال الغاز لشراء الذمم، وبالتالي سقطت رؤوس إعلامية غربية كثيرة أمام هذه الأموال الضخمة!
الحرب الحالية ضد المملكة، والتي تتذرَّع بحادثة تركيا المؤسفة، هي حرب قديمة، لن تعدم الذرائع يوماً، ولكن ما استوقفني، واستوقف قبلي مثقفين ونقّاد وكتّاب غربيين، هو الدرجة التي بلغها فجور بعض وسائل الإعلام الغربية في الخصومة، خصوصاً الواشنطن بوست، التي بلغ أمر تسلطها على المملكة، أنها نشرت مقالاً لأحد الزعامات الحوثية، وهذه ليست مزحة أو كذبة أبريل، نعم الواشنطن بوست، التي ينتمي لها كاتب بوزن بوب وودوورد، نشرت مقالاً لزعيم عصابة إرهابية، ما جعل عدة كتّاب أمريكيين يستنكرون ذلك في حساباتهم على تويتر، ويسخرون من البوست، ويشيرون إلى أنهم يتفهمون خصومتها مع المملكة، لكن لا يعني ذلك أن تنزلق في طريق خطر، وتنشر مقالاً لإرهابي، فقط لأنه أحد خصوم المملكة، والخلاصة هي أن حدثاً تاريخياً حصل، حينما نشرت ثاني أهم صحف أمريكا مقالاً لزعيم إرهابي حوثي، شعاره: «الموت لأمريكا»، فتذكروا ذلك، حتى لا يزايد أحد عليكم بخصوص: «الإعلام الغربي الحر»!