د.عبدالعزيز الجار الله
تتاجر تركيا بالتسجيلات والتسريبات لكن لا أحد من رؤساء الدول يقول بأنه أستمع إلى التسجيلات، إنما استمعت إليها مخابرات الدول التي عرضت عليها، وأحد الرؤساء رئيس وزراء كندا الذي قال: (أنا شخصيا لم استمع إليها)، وكندا وألمانيا لهما مواقف مسبقة و جفاء مع السعودية، وكذلك الحال قطر وإيران لهما عداء معلن ضد السعودية، أما الدول الأخرى التي كانت تسير في البداية وتتوافق مع تسريبات تركيا فقد خرجت من الدائرة، لأن قضية جمال خاشقجي يرحمه الله دخلت في دراما تلفزيونية تديرها تركيا وحلقاتها لدى تركيا وقطر وإيران تطول كقضية إعلامية حتى تغطي عن قضايا قائمة لهذة الدول.
قضايا هذه الدول حتى وإن طالت مسلسلات تسريبات تركيا لن تحل بالتصعيد الإعلامي لأن النيابة العامة بالسعودية في بيانها الأخير ضيقت الدائرة وحصرتها في قضية جنائية قانونية لا علاقة لها بالتسيس والسياسة، والقضاء السعودي هو من يتولى إجراءاتها ويصدر أحكامها، لكن دول العدوان التي بدأت تظهر عن رؤوسها وتكشف عن جسدها وجدتها فرصة للانقضاض والمساومة والابتزاز ومحاولة كسر العظم للحصول على أعلى المكاسب عندما اعتقدوا أوتوهموا أن السعودية بهذه الهشاشة واللين وأنهم يمكن أن يحققوا أهدافهم .
تركيا التي ترى في إطالة أمد قضية خاشقجي فرصة للكسب في ثلاث ملفات ساخنة هي :
- قضية المعارضة التركية بالخارجية التي بدأت في اتساع والخوف من اعتراف العالم بها .
- قضية انفصال شرقي تركيا الكردي وقيام دولة كردية .
قضية تكدس كل قوى المعارضة التركية والجماعات الإسلامية المتشددة ضد الحكومة الكردية وتجمعها في أدلب والشمال السوري وهي ملتقاها الجغرافي والسكاني مع الحدود التركية السورية، وأيضا التورط الكامل في الحرب السورية .
أما إيران لديها ملفا واحدة وهو السعي إلى إفشال المقاطعة الاقتصادية أمريكية وحلفائها، والتي من المتوقع انهيار حكومة الملالي، أو نشاط حركات المطالبة بالتقسيم وبالبدء في انفصال الأقاليم الإيرانية وتفكك الدولة .
في حين أن قطر معلقة بأهداب توقف المقاطعة الرباعية وعودة قطر إلى المجموعة العربية بلا تنازلات أو خسائر.
هذه هي طموحات الدول التي ترفع شعار خاشقجي وتلوح به تركيا وإيران وقطر، والتي كلما طال الوقت أدخلت نفسها في تعقيدات وتورط جديد، يقابله أن السعودية تلتقط أنفاسها وترمم خسائرها الإعلامية بإجراءات قانونية شفافة رحب بها العالم.