صيغة الشمري
عانى الكثير من الإعلاميين وغيرهم خلال الأسبوع الماضي من كثرة الرسائل الخاصة التي تأتيهم من زملائهم الإعلاميين الذين يطلبون منهم مساعدتهم والتصويت لهم في جائزة إعلامية يعتمد الفوز فيها على من يحصل على أصوات أكثر بغض النظر عن أي شيء آخر، ولك أن تتخيل مدى الحرج الذي يلاقيه الإعلاميون من طلب زملائهم المستمر من خلال الدخول على موقع الجائزة وتعبئة نموذج خاص يتطلب وقتاً ومعلومات من أجل دعم الزميل الإعلامي ليفوز بجائزة إعلامية ليس لمهنة الإعلام دخل بها لا من بعيد ولا من قريب، حيث يعتمد الفوز بهذه الجائزة على قدرة الزميل الإعلامي بإقناع أكبر عدد من الناس للتصويت له بغض النظر عن مدى قدرته المهنية في الوقت ذاته يحرم منها الكثير ممن يستحقونها لسبب بسيط وهو عدم قدرتهم على طلب أي أحد بأن يصوت لهم، لست ضد هذا النوع من الجوائز وهي موجودة في كل مكان بالعالم ولكني ضد طريقة بعض الزملاء الإعلاميين في تحويل موضوع جائزة إعلامية يفترض التنافس عليها بدون استخدام نظام «الفزعة» وإحراج زملائهم الذين قد لا يجدون الرغبة أو الحماس في فعل ذلك لاسيما أنها طريقة لا تتماهى مع فكر وشخصية الإعلامي الذي يملك وعياً يجعله يتسامى عن طلب أي أحد من التصويت له، كما تمنيت من إدارة الجائزة طالما أنها اعتمدت طريقة التصويت لفرز الفائزين بأن تمنع تصويت الإعلاميين لبعضهم حتى لا يحدث هذا المشهد الذي يشبه الكثير من المشاهد في البرامج الغنائية للهواة عندما يقوم المشارك باستجداء الناس من أجل التصويت له، كذلك فإن هناك برامج جاهزة وعدة طرق محايدة تستطيع من خلالها معرفة الأكثر أحقية بالجائزة بدون اختيار طريقة التصويت التي تعتبر في زمن الإعلام الرقمي طريقة تقليدية قديمة لأن قياس التفاعلية سهل جداً وغير معقد إذا ما عرفنا بأن الإعلام الرقمي من ضمن أسمائه الإعلام التفاعلي، خلاصة القول بأن اختيار إعلاميين لمنحهم جوائز تحت مسمى الرواد لا يجب أن تعتمد على التصويت وحده، بل على عدة نقاط مهمة وليس التصويت وحده، هناك رواد حقيقيون يتم تهميشهم عند طرح مثل هذا النوع من المسابقات.