فهد بن جليد
كلما ظهرت حقائق جديدة في قضية مقتل جمال خاشقجي -رحمه الله- انفضحت مؤامرات ودسائس بعض الدول ووسائل الإعلام التي لا تُريد أن تظهر هذه الحقيقة للعالم, بمُحاولاتهم نشر التسريبات والروايات والقصص ونسج خيوط وسيناريوهات مُعقدة حولها لتضليل الرأي العام العالمي والتشويش على مسار التحقيق, حتى تستمر في استغلال القضية في حملة شرسة وظالمة وفق أجندات مشبوهة هدفها النيل من السعودية وقادتها ومكانتها, وليس البحث عن الحقيقة وتطبيق العدالة التي التزمت بها المملكة سابقاً بإجراء تحقيق شامل يقود جميع المتورطين إلى القضاء والشرع.
الترحيب العالمي الواسع من الدول والمنظمات والهيئات بالخطوات الجادة والواضحة التي تتخذها المملكة في إطار ما توصلت إليه النيابة العامة السعودية, تمهيداً لبدء مُحاكمة المتورطين تحت مظلة القضاء السعودي المُستقل والمشهود له بالعدالة, أمر غير مُستغرب وشهادة جديدة برفض تسييس هذه القضية أو تدويلها أو استغلالها وفقاً لرغبات وأهواء أعداء الحقيقة, الذين يُريدون المُتاجرة بالقضية وتحقيق مكاسب منها, خصوصاً أنّ التحقيقات السعودية تسير في الطريق الصحيح وتحقق نتائج سريعة يتم إعلانها تباعاً بكل شفافية للعالم, مع اتخاذ النيابة لخطوات عملية بالتوجه نحو مجالس القضاء ضمن مسار القضية القانوني والقضائي, ليأخذ كل ذي حق حقه, بعيداً عن المُتاجرة والمُزايدة التي يقوم بها بعض المُرتزقة ووسائل الإعلام التابعة لهم.
ما قامت به النيابة العامة السعودية مُقارنة بقضايا عالمية أخرى, هو عمل احترافي نجحت خلاله فكَّ طلاسم اللغز في وقت قياسي وبشجاعة كاملة, رغم تعقيدات الجريمة واختفاء آثارها, والمعلومات المُضلِّلة التي قدمها المُتهمون في البداية, مع عدم تعاون الجانب التركي بتقديم ما لديه من معلومات وتسجيلات للنيابة العامة لتعجيِّل مسار التحقيق ومُواجهة المُتهمين والوصول للحقيقة المطلوبة, إضافة لمُمَّارسة ضغط إعلامي رهيب ومُنظم على القضية, في حملة إعلامية شرسة ومسعورة ضد المملكة وقادتها وشعبها تناوبت عليها دول مُعادية ومُنظمات وقنوات ووسائل إعلام مأجورة, ولكنَّ السحر في النهاية انقلب على الساحر, حيث اصطدمت مؤامرات هؤلاء ومكائدهم بصخرة الحق والعدل السعودية الصامدة لتتحطم عليها.
وعلى دروب الخير نلتقي.