د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
تبدو جائزة الملك خالد -رحمه الله- في هودجها المخملي حين احتفالها هذا العام وهي تشتاق لكل الدروب المعشوشبة؛ وتتبّع مساقط الغيث في منصات المجتمع السعودي المحلي، وتنادي الملك خالد -رحمه الله-
«أخالد لاينفك ربعُك باسقا
وواديك مخضرَ الجناب خصيب ُ
تعهدته بالبر حتى تأرجتْ
مغانيه روض بالعطاء عشيبُ»
لقد انبثقت جائزة الملك خالد -رحمه الله- عن حلة تحفيزية وطنية محلية تشهدها منصات مجتمعية تشق السواقي لجريان الماء والنماء في محاضن الاحتياجات التنموية المجتمعية المستدامة؛ وإيقاد شعلة المسؤولية الاجتماعية من خلال التنافس البصير نحوها؛ ودعم المبادرات التطوعية والمنظمات غير الربحية، ومنشآت القطاع الخاص، ولقد تجلتْ الجائزة بتأصيل ثقافة العمل التنموي كمستوعَب ليقظة المجتمع وانضمام شرائحه المختلفة للقطار التنموي القادم بقوة بعون الله وتوفيقه.
ومنذ تأسيس الجائزة بكل تفاصيلها وتجليات أهدافها سكنت أوعية محلية كان حراكها مغيباً إلا لماماً؛ واندمجت الجائزة في أهداف عميقة لتلك الأوعية، وممارسات مشهودة فكانت الجائزة يدا عليا انتخبت فرسانها بحيادية معيارية؛ فجاءوا واستجلبوا الرأي العام المحلي بحراكهم نحو إنجازاتهم، وهذا العام سارت الجائزة على مرمر ساحاتها لتبلغ أوجها بأوسمتها الثلاثة (شركاء التنمية، والتميز للمنظمات غير الربحية؛ والتنافسية المسؤولة) فاستحقتْ أن تنال التتويج مع فائزيها من خلال منائرها الثلاث؛ وفي كل عام تمتد الشواهد والمشاهدات بأن الجائزة داعم وطني لم ينفصل عن أهداف التنمية السعودية في مجمل أهدافها واستراتيجياتها، وأن الملك خالد -رحمه الله- مجدد تنويري روى فزرع في عقول أبنائه طقوساً مختلفة في إدارة الإرادة والاحتفاء بالفكر والمنجز التنموي للأفراد والجماعات ولابد من استزراعه! وأن الشراكة الوطنية في مفهومها الأوسع لاتعدو إلا أن تكون تمكين المجتمعات السعودية من الحياة ليعمرها العقل والإرادة الواعية؛ واستخلاص المزايا الفكرية التي ترفو الوجدان خلالها؛ فاستجاب أبناء الملك خالد -رحمه الله- فأتموا وفعلوا وأعلوا صروح الجائزة وصنعوا متكآتها المتينة وأبدعوها تنظيما ودودا حافظ على رونق الهدف، ومكانة صاحب الجائزة فكان مساء الاحتفاء متوهجا حفيا؛ حيث تشرفتْ الجائزة بخادم الحرمين الملك سلمان في الأسبوع الماضي راعياً وداعماً فصنع -حفظه الله- لقاءً حضارياً اخترق دوائر الزمن ونبت باسقا في رواقنا الصحراوي الذي لبس حللاً خضراء نامية توشح بها الفائزون بإنجازاتهم المبهرة في كياناتهم التنموية الجديدة وفي كل أحوالهم لاستظهار الميزة السعودية للمواطن السعودي، وأرى الفرص ملأى مواتية للالتفات لتلك المنصات التنموية الفائزة ودعمها لتنتشر في كل منطقة ومحافظة وأن يُعدّ لكل منها متكأ وثيرلنقل الخبرة وتطبيقها وتطويرها أيضاً لتتجاوز المحلية للعالمية بإذن الله وإن كانت مشروعاً تنويرياً يستهدف الفكر فذلكم «مغتسل بارد وشراب.» نحتاجه في برامج الحوار وفي مركز الوعي الفكري في التعليم وفي المحاضن التي تُعنى باستقامة الفكر وسلامته.
وعلى اعتبار أن منجزات الفائزين من الفكر الاستثنائي وأنها محصلة عقول تفكر وتبني فلعل طيبة الذكر «موهبة «تصنع منصة لأولئك المنجزين ذوي المبادرات المجتمعية النامية فربما كان هناك عبقري يلتفّ في رواق المنجز التنموي ويشتاق لمحضن الموهوبين ليتدثر معهم في رواقهم، كما نأمل أن تتسع منصات الجوائز في بلادنا وتتنوع مستهدفاتها لتحفز المنجز وتحتضن العقول النامية المتفوقة.