حميد بن عوض العنزي
عملية التوطين عملية معقدة وطويلة، وتحتاج إلى تمرحل منظم. لاشك أن هناك ارتفاعًا في نسب التوطين، وفي مهن دون أخرى. وهذا طبيعي. وقد أشارت بيانات المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية إلى أن المهن الكتابية هي الأكثر توطينًا في القطاع الخاص بنهاية الربع الثاني من العام الجاري، بمعدل توطين 87.7 في المائة، بعدد تجاوز نصف مليون موظف. وهذا الارتفاع جاء بعد قَصْر العمل في المهن الكتابية على السعوديين. وهو توجُّه إيجابي. ولعل من المهم الاستمرار في تحديد مزيد من الوظائف الملائمة، وعدم القفز إلى وظائف غير ملائمة على الأقل في الوقت الحاضر.
** قائمة ليست قليلة من المهن التي ارتفعت فيها نسب التوطين في القطاع الخاص. ووفقًا لتقرير نشرته «الاقتصادية» فإن المهن الأكثر توطينًا هي المهن الكتابية (87.7 في المائة)، المشرعون والمديرون ومديرو الأعمال (70.9 في المائة)، مهن البيع (47 في المائة)، الاختصاصيون في المجالات العلمية والفنية والإنسانية (37.2 في المائة)، الفنيون في المجالات العلمية والفنية والإنسانية (29.9 في المائة).
** نحن اليوم أمام تطور في قضية القبول بالوظائف التي كانت قبل سنوات قليلة تشهد عزوفًا، مثل مهنة بائع التي يعمل بها اليوم 254 ألف سعودي. وستحمل السنوات القادمة مزيدًا من المهن إذا ما وجد السعودي فيها مردودًا ماديًّا مناسبًا ومزايا مشجعة وأمانًا وظيفيًّا. والقطاع الخاص بدأ يستوعب هذه المتطلبات، وبالفعل أصبحت كثير من المزايا تُمنح للسعوديين. كما أن هذه المؤشرات المشجعة تنصف مطالب بعض القطاعات التي تضم مهنًا من الصعوبة توطينها، مثل مهن البناء والنظافة وما في مستواها؛ فلا يشملها ارتفاع رسوم الإقامة، مع وضع ضوابط تكفل عدم انتقال المهن الأخرى إليها بسبب الرسوم.