عند ذكر العلاقات السعودية اليابانية، تجد الإشادة والإطراء، بمعنى تجمعنا صداقة على مدى أكثر من ست عقود، هذه العلاقة مفيدة للطرفين وللعالم أجمع.
أنا حريص على التقارب بين البلدين والشعبين، بما فيه خدمة ومنفعة للطرفين، وأريد أن أرى الكثير من اليابانيين هنا في الرياض، من منطلق الإفادة والاستفادة.
كنت أجدد الدعوة إلى صديقي الياباني نوبوتاكا أسانوما، بزيارة المملكة وتحققت هذه الزيارة، وحققت معها كل النجاح، وليس أي نجاح وإنما نجاح باهر. زرنا في أربعة أيام الكثير من المعارض الفنية، ما شكّل صدمة لدى نوبو، لأنه كان يظن المملكة تعاني من قلة المعارض الفنية، لدينا اهتمام كبير بالفن، جاء هذا بعد إطلاق الرؤية السعودية 2030 من لدن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، جانب الاهتمام بالترفية والفن جاء متأخراً جدًا ولكن وصوله متأخرًا خيرًا من عدم وصوله إطلاقًا.
كوّن علاقات فنية مع أشخاص لها علاقة بالفن على مختلف الأصعدة، زار الرياض الجديدة والقديمة، زار مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بحي المربع، والذي يعد واحداً من أهم المعالم الحضارية والثقافية في مدينة الرياض.
زرنا الصحراء والمرتفعات، شاهد الخيل والجمل.. تكوّنت هذه المشاهد صور جمالية في عينيه، لم ينسَ أن يلتقط صورًا من هاتفه، للذكرى وربما للعمل مستقبلاً فنيًا عليها. طلب مني أن يرتدي الشماغ والثوب والعقال، بمعنى آخر يتحول إلى مواطن سعودي!
أكل الأكلات الشعبية وأحب الأماكن القديمة، كالبيوت التي من طين، التي عاشوا فيها أجدادنا.
كانت تجربة مسك آرت 2018 رائعة، وقرر أن يعود مجددًا كمشارك وليس كزائر، وبإذن الله يتحقق هذا المراد، لما لا؟ وكل الأدوات متوفرة لديه وهو أهل لذلك عن جدارة واستحقاق، لا تصدقوني ولكن انظروا لحجم العمل الذي يقوم فيه من أجل الفن والثقافة.
شيء جميل التبادل الثقافي بين الناس، خصوصًا إذا كانوا من شعوب مختلفة، هذا ما حدث عند زيارة نوبو، هو يشاركني هذه المحبة.
أَحب السعودية والسعوديين.. زيارته هذه الأولى إلى الشرق الأوسط ولن تكون الأخيرة للسعودية.
التبادل الثقافي.. متعة وفائدة.
** **
- فيصل خلف