فيصل خالد الخديدي
عادة العمل بشري يشوبه شيء من القصور أو عدم الاكتمال على وجه التمام، وكل منظم لفعل أو فعالية تكون له زاوية رؤية في تنظيمه وإعداده ربما لاتروق للكل ولاتوافق تطلعاتهم ولكن في الأخير يبقى الفعل حراكاً يضيف للمجال الذي هو فيه خيراً من السكون أو العشوائية التامة والانفلات بلا منهجية ولا تحريك للساكن، وانتقادها يكون وفق منهجية ومن أجل الصالح العام بعيداً عن الشخصنة والمصالح المؤقتة لكي يكون الصوت مسموعاً ويحصل الأثر والتعديل، فالمنطقية في نقد أي فعل تضيف له وتعتبر تغذية راجعة للتنمية والتطوير في هذا المجال للوصول للهدف الأسمى من الفعل وامتداد نفعه لمن يستحق.
وبعد أي حراك في الساحة التشكيلية المحلية مهما تباينت نجاحاته تختلف ردة فعل التعاطي مع الحدث بين منطقية وعقلانية تنتقد بمنهجية تضيف للفعل وتطور منه، وبين أصوات نشاز تقذف هذا وتشتم الآخر وتجرم من يخالفها أو يصحح لها، وتشكك في نزاهة القائمين على الفعالية في بحث فض وغير لائق عن مصالحهم الشخصية في هذا الحراك أو بحث عن ظهور لهم ولو كان غير مستحق، ويبدو أنهم لايزالون يعيشون حقبة طفولية تقوم على نظام (يا تلعبوني يا أخرب اللعب) حتى وإن كبرت بهم الأعمار ولكن يبقى عبثهم الطفولي معطلاً لتطورهم ورقي تعاملهم المفترض مع الأمور، فهي فئة لاتؤمن بنقاء الآخرين، وتعاملاتهم قائمة على التخوين وسوء الظن بالجميع وأن الكل فاسد معطل، فحالهم كتلك اللعبة الزنبركية التي لاتؤمن أن هناك شيئاً في الدنيا يتحرك إلا بالزنبرك.
نقد الفعل الثقافي والفني مطلب للتطوير وأي صوت حر معتدل يناقش الفعل ويتحدث بمنهجية ويحاور ببينة ويسعى للتطوير وليس للتعطيل ولاحتى التطبيل، فالرأي أمانة والكلمة مسئولية لاتصرف على كل إسفاف ولاتستهلك للعبث بها والبحث عن المصالح الشخصية والحضور الذاتي لصاحبها، والصالح العام يستحق الحديث من أجله بصوت مرتفع ولكن بالقنوات التي تبني ولاتهدم والتي تضيف ولاتشوه، فلا المتشائم الشكاك الشكاي يفيد الفعل ولا المبالغ المجامل يضيف للحراك، ولكن النقد بمنهجية وعقلانية ومنطقية للفعل يزينه ويضيف له ولاينقصه.