رقية سليمان الهويريني
تم تنفيذ حكم القتل حداً بحق المتهم في حادثة (تكفى يا سعد) المجرم سعد راضي العنزي بسبب خروجه على ولي الأمر وتكفيره له ولرجال الأمن ومبايعته لتنظيم «داعش» الإرهابي وارتكابه عدداً من الجرائم الإرهابية منها استدراج ابن عمه إلى منطقة صحراوية وقتله وكذلك قتله لمواطن ورجل أمن. والعجيب أن قضيته استمرت أكثر من أربع سنوات قبل أن يُقام عليه الحد رغم وضوح جرمه وثبوت الدليل عليه من خلال التصوير والفيديو المتداول ونهايته معروفة وهي القصاص. فلماذا كل هذا التأخير؟ ولقمة عيش تناولها كثيرة على هذا المجرم، بل وبطانية تدثرها في يوم بارد، وشربة ماء شربها بعد قتله ابن عمه رغم توسله له بعبارة « تكفى يا سعد « التي كادت أن تنطق بها الحجارة والشجر.
والمؤكّد أن المغدور قد ضاقت حيلته ولم يجد في قاموسه اللغوي وسيلة للدفاع عن نفسه سوى كلمات يستنهض بها الحمية والشيمة والمروءة، وكان يعتقد أنها قارب النجاة من هذا المجرم السافل الذي لم يراعِ حرمة الشهر ويوم عيد المسلمين ولا قداسة الإنسانية ولا رابطة القرابة ولكن للأسف «تكفى» لم تهز رجولته فيضرب صفحاً عن القتل والتصوير!
والحق أن الجريمة كانت بشعة وقد هزَّت مشاعر الكثير من الناس، ولا تزال تفاصيلها حاضرة في ذاكرة كل شخص شاهد الفيديو، ومرارتها لم تزل تتحلب في أفواهنا.
وطالما نال المجرم عقابه على فعلته الحقيرة التي تجرّد بها من كل إنسانية ورحمة وحمية ونخوة؛ إلا أنني كنت أتمنى صلبه أمام الملأ لبشاعة الجرم المرتبط بتكفير الحكومة ورجال الأمن الذي ينتمي له المقتول والداعي لقتله، تنفيذاً لتعليمات التنظيم الإرهابي «داعش». فصلبه سيجعله عبرةً وعظةً وتنبيهاً للشباب والمراهقين، كي لا يتعرّضوا لغسل عقولهم ولا تتشرّب قلوبهم الضلال.
رحم الله الشهيد مدوس العنزي وأسكنه فسيح جناته، وجعل ما حصل له من ترويع تبعه قتل، رفعة له في جنة عرضها السماوات والأرض.