علي الصحن
مضى من مسابقة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين (9) جولات فقط، وهناك من توج الهلال بطلاً للدوري رغم أن المسافة الفاصلة عن منصة التتويج تبلغ (21) جولة، ينتظر أن تحدث فيها أشياء ومتغيرات عدة، فربما يتقدم فريق ويتأخر فريق، علماً بأن الفارق بين الهلال وأقرب منافسيه لا يتجاوز الـ (5) وهو فارق بسيط بحسابات الثلاث نقاط والمشوار الطويل المتبقي للوصول إلى خط النهاية.
الذين توجوا الهلال مبكراً لا يريدون للفريق خيراً، يريدون فقط تخدير لاعبيه والقائمين عليه، والإيحاء لهم بأن الأمور قد حسمت، وأن البطولة قد توجهت، ومن ثم يقل الشعور بأهمية المواجهات المقبلة، والدخول بثقة زائدة في كل جولة... ومن ثم يدفع الفريق الثمن، وقد لا يتنبه إلى خطورة موقفه إلا بعد أن يصبح التعويض صعباً، والبطولة قد توجهت بالفعل!!
ذلك ما يريده من يريد تعثر الهلال وتراجع وتيرة أدائه، أما الهلاليون فهم يعرفون جيداً مغزى تلك الحملات، ويدركون أن نهر الإشادات الجاري هذه الأيام ليس المقصد من دائماً إنصاف الفريق، ومنحه حقه من الإشادة والتقدير، ويدركون وهم من تمرس في المنافسة وشع في سماء الألقاب، أن الأمور مازالت في البداية، وأن فريقهم وإن أبلى وأبدع وأمتع، ما زال في خطواته الأولى في سباق صعب طويل، ويدركون أيضاً أغراض من توج فريقهم بطلاً بنقاطه الـ (27)، رغم أن هناك (63) نقطة مازالت متاحة للجميع، وأن ملامح المنافسة في دوري من (30) جولة لا يمكن أن تتشكل فعلاً قبل الوصول إلى خط المنتصف، وأن ملامح البطل لن تبدأ بالوضوح إلا بعد تجاوز حاجز الـ (70) نقطة، والأمر مرتبط أيضاً بنتائج المنافسين وأرصدتهم في الدوري.
الهلال هذا الموسم فريق مختلف، هكذا يردد البعض، والحقيقة أن الهلال هو الهلال غير أنه يزداد بريقاً ونضوجاً في كل موسم عن سابقه، وهو لا يختلف في أي من مواسمه منذ تأسيسه حتى اليوم، فقد بقي ثابتاً في قوائم المنافسة، حاضراً في كل المنافسات حتى وسع الفارق في البطولات إلى رقم مهول بينه وبين منافسيه، والهلال يقدم كل هذه الأرقام رغم أنه مازال الأقل استفادة من العنصر الأجنبي، فلك أن تتخيل وجود ثلاثة آخرين مكان خربين وعموري (المصابين) وريفاس، وحضور نواف العابد بكامل جهوزيته الفنية، ومن المؤكد أن إدارة النادي ومدرب الفريق يعملون على سد كل النواقص خلال فترة التسجيل المقبلة، ومع كل هذا، أعيد القول إن الفريق لم يحقق شيئاً، وأنه بحاجة للكثير من العمل والنقاط حتى يحقق هدفه ويصل لبعض تطلعات محبيه، وتطلعات الهلاليين ليس لها حدود، وطموحاتهم ليس له خط نهاية.
أما أولئك الذي ما انفكوا عن منح اللقب للهلال ويؤكدون أن الأمر قد حسم، فعليهم أن يعرفوا - ومتأكد أنهم يعرفون أصلاً - أن كلماتهم ومحاولات تخديرهم لا يمكن أن تنطلي على الهلال ولاعبيه والقائمين عليه ومدرجه، وأن الأفضل لهم أن يناقشوا مواضيع تهم الشارع الرياضي، وتهم الأندية التي يميلون إليها، فهي أولى بنصحهم وإرشادهم وكلماتهم الرنانة.