سعد بن عبدالقادر القويعي
ليس بالوجه الجديد على ساحات التطرف، والإرهاب، بل ظهر بشكل لافت - في الآونة الأخيرة - مدافعاً عن قطر، وتبني موقفها حيال الأزمة التي تواجهها لدى دول الرباعي العربي لمحاربة الإرهاب؛ إرضاء لنظام الحمدين. وهو أول من روج لمصطلح «الإسلام السعودي»، وأحد دعاة نشر الفوضى، والاقتتال الداخلي في ليبيا، وسوريا، ومصر، ودعم التنظيم الإخواني الإرهابي في السعودية، والإمارات. ويعد مرجعاً جديداً لفتاوى الإرهاب، والخطاب المتطرف، التي تخدم تحقيق الأهداف السياسية الخبيثة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في المنطقة العربية.
يغلب عليه هواه، وحزبيته، وبث السموم الطائفية، وزرع الفتن بين نسيج المجتمع الواحد. وينزع إلى فجور أهل الأهواء في الخصومة، وتهويل الغوغاء، وسوقة الصحفيين من أهل الأحقاد، والأضغان. كما أنه ناقض للعهد الذي أخذه الله على العلماء الصادقين، ولا يرى رحمة في الاختلاف؛ ليكشف عن وجهه الحقيقي؛ باعتباره أداة في يد الدولة القطرية؛ وليتم تعيين - الإخونجي - أحمد الريسوني خلفاً لرئيسه - المؤسس الإرهابي - يوسف القرضاوي، وذلك بعد تراجع تأثير القرضاوي، - لا سيما - مع فضح مواقفه الداعية إلى إثارة الفتن، والحروب في الدول - العربية والإسلامية -.
المتابع لصعوده - حركياً وتاريخياً -، يرى أنه وضع النواة الأساسية لحركية الجماعات المتطرفة في المغرب، بعد أن تولى رئاسة رابطة المستقبل الإسلامي بالمغرب في الفترة من 1994 – 1996، ثم رئاسة حركة التوحيد، والإصلاح المغربي في الفترة من 1996 – 2003، وهي النظير الدعوي لحزب العدالة، والتنمية المغربي - الذراع السياسية لإخوان المغرب -، والتي خرجت من رحم حركة «الشبيبة الإسلامية» المتطرفة، التي أنشأها عبدالكريم مطيع الحمداوي في عام 1970.
تصويره المريض في تقسيم الإسلام إلى سعودي، وغير سعودي، تنضح من مقالته «الإسلام السعودي»، وكيف أن الإسلام فيها انتقل من الازدهار إلى الاندحار؟، رابطاً أسباب الأخير بـ « الاعتماد على العنف، والسيف»؛ فأهلته أطروحاته الشاذة؛ لأن يكون مرشحاً بارزاً لرئيس ما يسمى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والتي نعرف أهدافها - الخفية والمعلنة - التي تشتغل عليها، والجهات المشبوهة الداعمة للإرهاب العالمي التي تمولها، والأطراف المشكلة لها التي تستفيد من هذا التمويل، وهذا يؤكد الدور المشبوه المرتقب إسناده له في الفترة القادمة، ولا عجب - حينئذ - أن يكون أول المطلوبين في قضايا الإرهاب.