حمد بن عبدالله القاضي
نحن بحاجة إلى مزيد من الحوار بين المسؤولين والمساهمين بخدمة وطنهم عبر آرائهم ومقالاتهم لبلورة كثير من القضايا عندما تتضح لهم المعلومة ليسيروا بإتجاه «البوصلة الوطنية» التي تجعل الكلمة فاعلة ومؤثرة عند تناول قضاياه داخليا وخارجيا.
وبهذا السياق كان اللقاء مع وزير الإعلام د/ عواد بن صالح العواد بمقر جمعية كُتَّاب الرأي مساء الأحد الماضي.
كان الحوار شفافا من قبل الزملاء ومن قبل الوزير الذي كان متفاعلا ومجيبا على كل مداخلة بصراحة ومكاشفة فيما يتعلق بالشأن الإعلامي الوطني التي يهم حملة القلم وكُتَّاب الرأي بوصفهم يشكلون الوعي ويسهمون بالرأي ويعينون المسؤول على أداء مسؤولياته تجاه الوطن والمواطن،
فضلا عن تأثير ما يتناولونه بأقلامهم بالصحف أو لقاءاتهم بالقنوات من أثر وتأثير على دوائر القرار بالخارج.
لقد تطرق الوزير بحواره إلى مجمل القضايا المطروحة بالمشهد الإعلامي الوطني بكافة أطيافه مبديا قناعته أن الإعلام المعروف:صحفا وقنوات هو الأكثر تأثيرا بالدوائر الخارجية في طرح قضايا الوطن وتجلية مواقفه العادلة بينما الطرح عبر مواقع التواصل الاجتماعي يظلّ محدود التأثير داخليا وخارجيا.
مؤكدا على أن دور الصحافة الوطنية في المشهد الإعلامي في تناول قضايا الوطن كبير ومؤثر وأنه مؤمن بأهمية دعمها لتستمر في النهوض بدورها الذي شهدناه ونشهده مع كل حدث تمر به المملكة ومع كل مشروع تنموي يشمخ على أرض الوطن
وقد أشرت عشية اللقاء بتغريدة بتويتر لتداول وتناول أهم ما دار ويدور في المشهد الوطني عبر الحوار الذي تم بين الوزير والكتاب لتأتي طروحات الكتاب وفق المسار الذي يتماهي مع رسالة الكلمة وما يواجه الوطن من تحديات حيث تتطلب هذه المرحلة تقوية اللحمة الوطنية وتعزيز الروابط بين القيادة والمواطن.
وقد تفاعل الوزير مع الآراء والمداخلات وبشّر بخطوات فاعله ليؤدي الإعلام السعودي المقروء والمرئي والمسموع دوره المأمول.
وقد تم باللقاء تداول بعض ما يتم بوسائل الإعلام وتحديدا طرح بعض الفضائيات المحسوبة علينا وغير المحسوبة علينا لقضايانا الداخلية المحلية التي يفترض أن يتم الحوار حولها بمنصاتنا الإعلامية الوطنية المرئية.
وعلق أحد الزملاء بأن سبب تصدي تلك الفضائيات للقضايا الداخلية التي تهم المواطن جاء بسبب عدم إتاحة طرحها بقنواتنا من قبل القائمين عليها.
وأكد الوزير أن طرح ما يهم الوطن والمواطن من خدمات يجب أن تطرح فعلا بقنواتنا الرسمية وبصحفنا بدلا من تناولها بالفضائيات.
ولاحظ بعض الزملاء تركيز بعض الفضائيات للأسف على بعض الأحداث النادرة التي تتم بالمجتمع السعودي وعرضها بإثارة مما يسهم بانتشارها ونقلها من قبل الإعلام الآخر لتشويه صورة الوطن والمواطن وترسيخ النظرة الذهنية السلبية عنه .
وطالب أحد الزملاء بتدخل الوزير بذلك بوصف ما يتم طرحه من ظواهر قليلة تهدم ما ناضلت المملكة من أجله عبر خطاب إعلامها ودوائرها المحلية والعالمية فضلا عن تقاطعه ما يتم من مناشط وحراك لإبراز الصورة الجيدة والحقيقية عن مجتمعنا ووطننا بدلا من ترسيخ الصورة الخاطئة السابقة.
* * *
ومن أهم ما تناوله الحوار قضية «النقد الصحفي» حيث رحب ودعا معاليه إلى أهمية النقد بإبداء الملاحظات وجوانب القصور مشيرا إلى أن خادم الحرمين وسمو ولي العهد يرحبان بالنقد موضحا أن النقد المطلوب والمؤثر هو النقد الهادئ الموضوعي الذي يبني ولا يهدم ولا يتعرض للأشخاص ولكن يتناول القضايا وفق ثوابت الوطن وأدبيات وضوابط النقد المعتبرة.
* * *
وبعد:
لقد كان اللقاء نابها وأضاء كثيرا من الدروب التي يمكن أن يسير عبرها حملة الأقلام بدلا من ارتهان إلى رؤاهم التي لا تساندها المعلومة عند تناول أي حدث وطني وليتم تفاعلهم مع قضايا الوطن ومواجه التحديات وفق مصلحة الوطن سواء على المستوى الداخلي أو تحديات مشروعه التنموي الكبير لنصنع وطنا أجمل وأكثر تقدما.
* * *
=2=
آخر الجداول
«وشمٌ على ساعدي نقشٌ على بدني
وفي الفؤاد وفي العينين يا وطني
شمسا حملتك فوق الرأس فانسكبت
مساحة ثرّة الأضواء تغمرني»
- شعر: علي صيقل