عمرو أبوالعطا
السعودية.. هذا الاسم الذي يسري عشقاً في قلوبنا.. ويجري حباً ووفاءً في عروقنا.. ويتسلل إخلاصاً وصدقاً مع كل قطرة تقطر في أجسادنا.
كل من يعيش على أرضها «آمن» بفضل من الله، ملايين الأسر في أغلب بلدان العالم تأتيهم أرزاقهم من خير هذه البلاد الطيبة، كل الجنسيات من كل أنحاء الأرض.
دعا لها نبي الله إبراهيم بالأمن والخير والثمرات، حيث ورد على لسانه في القرآن الكريم: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ}.
هي بلد السلام، لأن بلداً بهذه المواصفات الروحانية، لا بد أن يتمتع بالسلم والسلام، اللهم اجعله بلداً آمناً مطمئناً، وسائر بلاد المسلمين.
وحدها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- بتطبيق أحكام الشريعة المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وسار على نهجه أبناؤه في إكمال مسيرة العطاء وخدمة البلاد في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها، فأصبحت تسابق الزمن في التطور والتقدم العلمي على المستوى الدولي.
بلاد الحرمين الشريفين - حفظها الله - قبلة الأوطان، زينة البلدان، ومنها تستقي الدنيا والتاريخ والحضارات رحيق المجد والسلام والاتحاد والوئام، وترتشف منها الأمم والأجيال شهد الروح والجنان.
منذ خبر اختفاء الصحفي جمال خاشقجي في إسطنبول في الثاني من أكتوبر بدأت الحملة المسعورة على المملكة والصيد في الماء العكر.
خاشقجي الذي يبلغ من العمر 59 عاماً، شغل عدّة مناصب في الصحف في المملكة العربية السعودية، منها رئيس التحرير لجريدة الوطن، وتقلّد منصب مستشار، ومدير عام قناة العرب الإخبارية، قبل أن ينتقل للعيش في واشنطن في 2017، لم يكن معارضاً لسياسات المملكة، بل كان مؤمناً بالإصلاحات والمشروعات ورؤية ولي العهد الحالية، وعرض عليه الرجوع إلى المملكة لأنه لا يوجد بينه وبين القيادة أي عداوة.
ولكن اهتم العالم باختفاء خاشقجي وقد يختفي ويقتل المئات في العالم أكثر تأثيراً من خاشقجي ولا يوجد أي اهتمام بهم.. من المؤكد أن خاشقجي ليس هو المقصود بل هي المملكة.
بعد أن نجح الملك سلمان من بداية عهده في 15 يناير 2015 في إحداث طفرة وتقدم في أرجاء المملكة وتسريع قطار التحولات في استراتيجياتها، وتنفيذ عدد قياسي من الإصلاحات وذلك لسياساته الحكيمة التي اتبعها، وجاء ولي العهد - محمد بن سلمان - برؤيته 2030 التي شهد بها العالم، امتلك الغيظ من الحاقدين لإسقاط هذا النجاح والبحث عن أي إشاعة أو فتنة للصيد في الماء العكر، واجهت المملكة عواصف وأمواجاً متلاطمة كثيرة منذ تأسيسها إلى لحظتنا هذه، تم مواجهتها بكل قوة وثبات، وخرجت المملكة أقوى في كل المواجهات.
لم تتهاون المملكة في قضية خاشقجي، بل كان هناك نزاهة وشفافية في التحقيقات لكشف ملابسات الواقعة، تأكيداً من الملك سلمان وولي عهده على لسانهما بمحاسبة المتورطين في القضية ولن يفلت أحد من العقاب، وجاءت الثقة من الجميع أن الإجراءات القضائية التي تقوم بها السعودية ستحسم بالأدلة الدامغة حقائق ما جرى، وتقطع الطريق على أي محاولة لتسييس القضية من أجل استهداف المملكة، فالقرارات والإجراءات الحاسمة والفورية التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين في هذا الشأن تتفق مع التوجه المعهود له نحو تطبيق العدالة الناجزة تجاه كل المواطنين في المملكة واحترام مبادئ القانون.
«فرب ضارة نافعة» حيث وضحت قضية خاشقجي، الدول الصديقة التي تتغير تجاه المملكة والدول المارقة التي أثبتت عدائها للمملكة، وأكدت أيضاً ثقة الشعب السعودي في قيادته، وأصالته في الدفاع عن أي مساس بوطنه الذي يفخر به.