عبد الاله بن سعود السعدون
بعد سقوط عهد الشاه محمد رضا بهلوي استبشر أهلنا العرب في الأحواز بالخلاص من بطش وتعذيب السافاك ورجال البوليس السياسي واعتقادهم بالخلاص وبدء عهد وطني جديد يتنفس الشعب معه نسائم الحق والعدالة والسلام وتشكل وفداً ثلاثينياً من وجهاء وزعماء القبائل العربية في الأحواز بتوجيه من المرجع الديني الشيخ عيسى الخاقاني للتوجه إلى طهران وعرض مطالب المكون العربي على رئيس الوزراء البازركان أولاً ومن ثم للسيد الخميني قائد الثورة آنذاك وفي كلا الاجتماعين حصدوا السراب لنفس الوعود المطاطة التي سمعها أعضاء الوفد في طهران وقم وقد كانت مطالبهم آنذاك عادلة ومعقولة وسهلة التنفيذ وتتلخص في المساواة في التعامل الحكومي بمستوى واحد وأن يؤكد ذلك في الدستور الجديد وقد لخصها الشيخ الخاقاني رحمه الله بسبعة مطالب..
أولاً: التركيز على حفظ الأمن والأمان في المنطقة، ثانياً: حفظ ملكية كامل الأراضي لأهلها في الأحواز، ثالثاً: بقاء العرب في أراضيهم، رابعاً: البدء بالأعمال الاقتصادية العمرانية في البلد، خامساً: محاكمة من يعمل ضد الثورة والمخربين وفصلهم، سادساً: استخدام الأيدي العاملة العربية في أعمال القطاع العام والخاص، سابعاً: منع اتهام العرب بسبب عروبتهم ومنحهم حرية التسمية والزي العربي.
وتفاجأ الوفد بالارتداد عن كل الوعود وكان التغير لثورة الخميني باستبدال التاج الشاهنشهاي بالعمة السوداء لملالي طهران وقم وتحول أجهزة الاستخبارات السافاك إلى اطلاعات وبنفس صنوف التعذيب والاغتيال والإعدام على أعمدة الكهرباء لكل معارض لإجراءات وتعاليم ثورة الخميني واختير الجنرال المدني سفاح الأحواز حاكماً عسكرياً الذي استهدف كل النشطاء العرب في مجزرة إجرامية وحشية سميت بالأربعاء الأسود وبعد فشل الجنرال المدني هذا في انتخابات رئاسة الجمهورية هرب إلى الولايات المتحدة الأمريكية لكشف عمالته للمخابرات الأمريكية بملفات السفارة الأمريكية في طهران حين اجتياحها من قوات الحرس الثوري..
وحين تعقب نشاطات المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بنواته الثورية منظمة مجاهدي خلق بزعامة السيدة مريم رجوي وتنظيمات المجلس الثوري المتعددة التي أدت بجهودها ومؤتمراتها الدولية وحملاتها الإعلامية الهادفة والموجه لثوار الداخل التي بزغت معها شمس التحرير والثورة على نظام الولي الفقيه في طهران وقم... أما مستقبل قضية شعبنا الأحوازي العربي مضافاً لها التجربتين القاسيتين اللذين عاشهما أبناء عمومتنا عرب الأحواز في عهدي الشاه والخميني نتطلع إلى ضمانات علنية من إخواننا أعضاء القيادة في المجلس الوطني بإعلان موقفهم في حالة التغيير المرتقب في نظام الملالي بطهران وأتمنى أن استبق الأحداث في تحديد مستقبل شعبنا العربي الأحوازي الذي كما هو معروف يتدرج من الفيدرالية إلى الحكم الذاتي ثم المطلب الوطني بإعلان الاستقلال الكامل عن الجسد الفارسي الذي لم يتجانس معه الكيان العربي في إمارة الأحواز. وله تكامل وتطابق جيوسياسي مع محيطه العربي الخليجي فمن النظرة الأولى للمجتمع العربي الأحوازي تظهر عوامل كثيرة لهذا التطابق الخليجي ابتداءً من المجتمع البصري ومعه كل دول الخليج العربي فالعادات والتقاليد العربية والجغرافية الاقتصادية والوضع الديموغرافي متطابق، فمعظم العشائر العربية في الأحواز لها جذور مع قبائل المنتفك والجزيرة العربية.
وأعتقد إذا اتجهنا للشفافية والوضوح في حاضر العلاقة المطلوبة بين أصدقائنا في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وعمودها الرئيسي (منظمة مجاهدي خلق) التي نتمنى لها النجاح في إنقاذ الشعوب الإيرانية من تسلط ملالي طهران وقم وفي نفس الوقت أرى من واجبي أن أسلط الضوء على طريق خلاص أهلنا وأبناء عمومتنا شعب الأحواز العربي وأستذكر وأذكر أصدقاءنا في المجلس الوطني بالضمانات المستقبلية التي قدمت للشعب الكردي في إيران والممثلة بالوعد بمنحهم الحكم الذاتي كما تأكد ذلك في برنامج المجلس الوطني المعلن في الثامن من نوفمبر عام 1983م وقد وصفه الدكتور عبدالرحمن قاسملو الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني (بالنجاح الكبير التاريخي) وعلق على بنود المشروع الاثني عشري الأستاذ جلال الطالباني مؤسس الحزب الوطني الكردستاني العراقي قائلاً: (لو منحنا صدام حسين هذه الحقوق لتصالحنا معه ولم نتخذ الحرب طريقاً لنيلها), وتم اعلان الموافقة على مشروع الحكم الذاتي لإقليم كردستان إيران بإجماع أصوات أعضاء المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، كما أعلنته السيدة مريم رجوي رئيسة المجلس الوطني في مدينة درتموند الألمانية في عام 1995م في ميثاق الحريات الأساسية الذي حددت الفقرة الحادية عشرة مستقبل القوميات الأخرى (عرب الأحواز والبلوش والتركمان الأذريين وغيرهم) ونص البند... منع أي نوع من أنواع الاضطهاد في إيران المستقبل ضد القوميات والأقليات مثل العرب والبلوش والتركمان وغيرهم وضمان جميع حقوقهم وحرياتهم الثقافية والاجتماعية والسياسية في إطار (وحدة البلاد) وسيادتها الكاملة.
.. إن توحد كل فصول المقاومة الإيرانية الممثلة لشعوبها جميعاً يعطي زخماً جغرافياً للثورة الإيرانية الشعبية ويقرب يوم النصر بإعلان النهاية لمسرحية الولي الفقيه وتعود إيران المستقبل حرة مستقلة لشعبها الفارسي ومعها تتحرر دولة الأحواز العربية المستقلة وتعود لبيتها العربي الخليجي.