أمل بنت فهد
حين يكون الخليج العربي ودوله محور الحديث، فإني استثني دولة قطر، فلم تعد دولة خليجية، بل هي خنجر إيراني مزروع بخاصرة الخليج وبات التخلص منه ضرورة وشرطاً لعافية الخليج العربي ودوله العظيمة.
وقد استضافت دولة الكويت الشقيقة مشكورة، الملتقى الثاني للصحفيات في مجلس دول التعاون الخليجي، والذي كان ضرورة أكثر منها مناسبة لجمع شتات الأقلام الخليجية، والنسائية تحديداً، لأننا فعلياً إذا أردنا نتيجة ملموسة أمام هذه الفوضى الإعلامية التي تعج بها الصحافة والإعلام بكل أشكاله، فإننا لابد أن نصنع إعلاماً موجهاً لحماية البيت الخليجي والدفاع عنه، والأسرة الخليجية، والشارع الخليجي، لأن الجهود المتناثرة محدودة التأثير، والبركة تأتي بمعية الاتحاد وليس العمل الفردي.
وأمام توسع وتهتك الذمم الإعلامية، فإن الكذب سيد الموقف الإعلامي، والتلفيق، والتزوير والثرثرة الفارغة، كل ذلك خطر يهدد العالم بأكمله، وليس الخليج وحده، لذا بات لزاماً على الخليج العربي أن يبادر بإعادة صياغة ميثاق المهنة الإعلامية، ويكون المجدد للإعلام النزيه، الواثق من نفسه، القادر على قول الحقيقة بصوت واضح، وقوي، يسمعه القريب والبعيد، بكل اللغات.
ولنتوقف عن جلد الذات الخليجية، فإن ما حدث ويحدث اليوم، لم يحدث قبلاً، بل هو وضع جديد كلياً، ومنابر الإعلام أكثر من الجماهير نفسها، في سابقة لم يسجلها التاريخ، لذا فإن الخليج العربي بدوله الطيبة (دون قطر طبعاً) قدمت حتى الآن ما استطاعته أمام هذا المد الهائل من التآمر على الخليج العربي، هجمات متعددة الاتجاهات، كل دولة على حدة، وهجمة أخرى على الخليج ككل، وأخرى على الدول العربية، هجمات لا تعد ولا تحصى، لا تدري من أين تبدأ ولا أين تنتهي.
لذا نحن بحاجة ماسة لصناعة تكتل إعلامي خليجي جاد، يتحدث للداخل العربي، والخارج الغربي، فالحرب اليوم حرب الكلمة والخبر، والرأي الموضوعي، فإن كان خليجنا واحدا، فإن إعلامنا لابد أن يكون واحدا لمواجهة التحديات، وإظهار الخليج العربي كما هو، وصناعة صورة صريحة عنا، وليس صور مغلوطة، ومشوهة بفعل فاعل، كان يوماً ما شقيق لنا.
ونلاحظ أن الإعلام السياسي تصدر واحتل يومنا بشراسة، ويكاد أن ينسينا بقية رسائل الإعلام الأخرى، غرق العالم في فوضاه، لذا نحتاج تفعيل الإعلام وأدواره ورسائله الاجتماعية، والتربوية، والنفسية وووإلخ.
من أجلنا اليوم، ومن أجل الأجيال الخليجية بعدنا، ليكون السلام مديداً للخليج، فهو مُقبل على أهوال أكثر مما حدث، فالعدو خرج من الحرب بالوكالة، إلى الحرب الصريحة.