نحمد الله ونشكره على أن وهبنا في مملكتنا الحبيبة رجال أوفياء يعلمون ما يقولون، ويدركون بأبصارهم وعقولهم مصالح أمتهم وشعوبهم، ولا تستهويهم الانزلاقات السياسية ولا الغطرسة ولا الانحدار في مستنقع التأويلات.. نعم هذه سياسة المملكة العربية السعودية وحكامها منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-.. سياسة واضحة، ودبلوماسية نزيهة.. وتعامل مع مجريات الأحداث العالمية بكل شفافية ووضوح.. لقد سرّنا ورفع من معنوياتنا ما قاله صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن سلمان -حفظه الله- لوكالة (بلومبيرج الأمريكية) التي أجمع المراقبون في الداخل والخارج على وضوح سموه وشمولية الحديث والشفافية المطلقة.. وتأكيد سموه بأن السعودية كانت موجودة قبل الولايات المتحدة.. وفي ضوء ذلك لا فضل لأحد ولا منّة من أي دولة كانت في استقرار وأمن ورخاء المملكة، واستشهد سموه قائلاً بأن المملكة دولة تضرب أطنابها في عمق الأرض والجزيرة منذ نحو (300) عام. وقال سموه: إن من يحمي أراضيها هم أبناء شعبها وهم من نعتمد بعد رعاية المولى في الحفاظ على أمنها واستقرارها ومكتسباتها.. وقد كان سموه -حفظه الله- يتحدث بثقة كبيرة ودون اللجوء إلى التشنج والغضب بعد التصريحات التي أطلقها الرئيس ترامب التي لم يكن موفقاً ألبتة في كثير منها.. والتي استاء منها أعضاء في الكونجرس والأمريكان أنفسهم وقالوا عنها بأنها تسيء لسياسة وسمعة الولايات المتحدة مع الأصدقاء وكثير من الدول وهو بالفعل رجل شركات وليس رجل سياسة ورغم ذلك أكد سمو ولي العهد على أن العلاقات الاستراتيجية والمميزة التي تجمع المملكة بالولايات المتحدة الأمريكية مستمرة ومهمة في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الأوسط.. وأن مثل هذه التصريحات لن تؤثر على العلاقات الرسمية.. وكما نعلم أن الرئيس ترامب منذ أن وصل إلى سدة الحكم وهو يتخبط في تصريحات لا أول لها ولا آخر وهو يتحدث وكأنه في مزاد علني وليس قيادة دولة بحجم الولايات المتحدة والجميع يرون ذلك في نهجه وتصريحاته ويعتقد بأن العالم شركة من شركاته فلم يتعود على السياسة الدولية وليس خبيراً بها وليس بصاحب الباع الطويل في فهمها، وبالتالي فمثل هذه الأخطاء واردة، ولكن عليه أن يتحمل تبعات تصريحاته.. فالمملكة العربية السعودية تتميز بعلاقات وديمومة ثابتة مع الولايات المتحدة منذ عهد روزفلت والملك عبدالعزيز حتى الآن.. ولن يستطيع تامب أو غيره تبيدل تلك المكانة أو إلغاءها.. ثم أن المملكة كما قال ولي العهد تشتري سلاحها بفلوسها وليس بمنّة من الغير وليس الحال مقتصر على دولة معينة، والمملكة فتحت باب استيراد القوة التي تريدها من دول عدة وليس لأحد عليها في ذلك فضل وقد كان ذلك واضحًا في حديث سموه كما كان أيضًا قد تطرق إلى تناقضات الرئيس أوباما سابقاً وبعده ترامب لكن ذلك لم يؤثر على علاقة البلدين مما يعني أن لكل مقام مقالاً. وقد أشادت الصحف العالمية بما تطرق إليه ولي العهد من وضوح وإظهار الكثير من المواضيع المهمة وحسم الجدل حول (أرامكوا) كما ورد في تصريح (س.إن.سي). كما أبرزت مجلة فوربز تأكيد سموه على سد العجز في سوق النفط وتطرقت وكالة روريتز إلى توقعات سموه بارتفاع أصول الاستثمارات العامة، كما تطرقت صحيفة لوس انجلوس إلى تأكيد سموه على أن المملكة لن تدفع شيئاً مقابل الأمن، وتشديده على عدم شرائها للسلاح من أمريكا بالمجان.. ولذلك كان حديث سموه للوكالة الأمريكية في غاية المهارة.. ووضوح الموقف. وقوة الاقناع.. ولذلك نحن متفائلين بقدوم عصر مزدهر طالما أن من يتسنم القيادة رجال صدقوا الله ما عاهدوا عليه.. أوفياء مع شعبهم ومع أمتهم.. والأمير محمد بن سلمان فخرٌ لنا ولكل سعودي. شاب يملأ الطموح عقله وفكره.. اتضح أسلوبه ومنهجه وسرعة التفاته لما هو مهم تحت قيادة مولاي الملك المفدى، فنعود ونقول سر بنا يا سيدي حيث تريد وقل ما تقول فنحن معك سائرون وإلى طريق المجد عابرون بعون الله وتوفيقه ثم برؤيتكم وجهدكم وحنكتكم، سدد الله خطاكم وبارك في هذه المسيرة وقائدها وروادها، وختاما نقول كما قال الشاعر:
ترنو إليك جموع الناس مصيغةً
والخصم يُنصتُ والأقوامُ والدولُ
يهدي حديثُك كل الشعب طمأنةً
أما العدوَّ فقد أودى به الوجَلُ